خبير عسكري يكشف ثلاثة سيناريوهات خطيرة للرد الأمريكي الإسرائيلي على الحوثيين بينها الاستهداف المدمر
نشر مركز الجزيرة للدراسات، ورقة بحثية للأكاديمي في الشؤون العسكرية، الدكتور علي الذهب، حول التصعيد الحوثي في البحر الأحمر، تناولت في جانب منها سيناريوهات الرد الأمريكي الإسرائيلي على الحوثيين.
وفي ضوء الظروف المرتبطة بتصعيد الحوثيين، محليًّا وخارجيًّا، وسياسات القوى العظمي تجاه البحر الأحمر وخليج عدن، يمكن تصور خيارات الرد ضمن السيناريوهات التالية، بحسب الدراسة التي اطلع عليها المشهد اليمني:
السيناريو الأول: الثبات على مسلك الدفاع المنخفض
يضع هذا المسلك أولوية للتعامل المتريِّث مع هجمات الحوثيين، من خلال اعتراضها دفاعيًّا، لكونها ذات طابع ظرفي مؤقت، وستزول بمجرد تقدم العملية السياسية في اليمن، وعودة الاستقرار النسبي إلى غزة، وهذا ما يجري العمل لأجله. وهذا المسلك يكافئ حجم تأثير التهديد، قياسًا مع حجم نتائج أي مسلك عنيف فوق هذا المستوى. ويمكن أن يليه، بمراحل، فرض عقوبات على هيئات أو عناصر قيادية في جماعة الحوثي، لارتباطها مباشرة بالهجمات، وهذا ما دأبت عليه الولايات المتحدة منذ سبع سنوات وفي ظروف قريبة من التهديدات الراهنة.
يُعَد هذا السيناريو أقرب التصورات على المدى المتوسط الأقرب.
السيناريو الثاني: مسلك الدفاع الجماعي
يعتمد هذا المسلك على التحالف البحري الذي بدأت الولايات المتحدة بتشكيله، ليعمل في إطار عملية أو مهمة مؤقتة، قصيرة أو طويلة، على نمط عمليات مكافحة القرصنة الصومالية، خلال العشرية الأولى من هذا القرن، مثل عملية "درع المحيط" التي نفذتها قوات من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وعملية "أتلانتك" التي نفذتها قوات من الاتحاد الأوروبي؛ حيث يمكن لسفن هذا التحالف مرافقة السفن التجارية والدفاع عنها بمختلف الوسائل، المناسبة والممكنة، وذلك بعد تنظيم سيرها على هيئة قوافل، في خليج عدن والبحر الأحمر. وهذا الإجراء ليس لحمايتها من الحوثيين فحسب، بل ومن أيِّ تهديد غير تقليدي قد ينشأ بفعل تطور العنف في السودان، وأيِّ تحولات عنيفة في اليمن وغزة.
يعد هذا السيناريو خيارًا مؤقتًا، لكنه أطول أمدًا من السيناريو الثاني، وأقل منه، في الأعباء، التي على الولايات المتحدة تحملها. ويؤيد ذلك سياسة العصا والجزرة التي تسلكها الولايات المتحدة مع الحوثيين؛ ففي الوقت الذي تشكل فيه تحالفًا لحماية الملاحة البحرية، فتحت باب التفاوض مع الحوثيين في عُمان.
السيناريو الثالث: مسلك الدفاع فوق العنيف
يتمثل هذا المسلك في العمل العسكري الدفاعي العنيف، من بُعد، أي: دون التوغل البري. وذلك بالاستهداف المُدمِّر لمجموعة من البنى والهياكل، والعناصر المنخرطة في التصعيد، داخل جماعة الحوثي، وتعزيز ذلك بفرض عقوبات على هيئات وعناصر أخرى تابعة لها، أو متحالفة أو مرتبطة معها بمناشط ذات صلة بالتصعيد. ويتحقق هذا المسلك بتزايد الشعور بأنَّ جماعة الحوثي باتت مصدر خطر على المصالح الغربية والأميركية، وأنَّ هذا الخطر تجاوز ثمن الإبقاء عليه، ومن ذلك توظيف الجماعة في قمع تنظيمي القاعدة وداعش.
يعتمد هذا السيناريو على استمرار الوضع المأزوم في اليمن وغزة، وبقاء النشاط التهديدي للحوثيين على حالته، في اتجاه إسرائيل، أو في اتجاه جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن، وتعاظم الدور الإيراني، أو الدخول مع إيران في مواجهة عنيفة فوق جغرافيتها وبحرها الإقليمي. لكن هذا السيناريو غير وارد على المدى الأقرب؛ لأن ظروف توافره شحيحة.