النصر القادم من غزة هاشم
ما يحدث في قطاع غزة هذه الايام ، جعل انظار العالم تتجه الى هذه المنطقة العزيزة علينا من فلسطين ، وهذا يجعلنا نسلط الضوء على هذا القطاع .
غزة هي عاصمة القطاع وأكبر مدنه وسمي القطاع بإسمها ( قطاع غزة ) ويقع في الجنوب الغربي لفلسطين على شاطئ البحر الابيض المتوسط ، ويقدر عدد سكان قطاع غزة بإثنين مليون ونصف معظمهم من لاجئي 1948 م ، وتعتبر غزة من اقدم مدن العالم ، واكتسبت اهمية بالغة نتيجة لموقعها الجغرافي الحساس ، عند التقاء قارتي آسيا وافريقيا ، فهي الخط الأمامي للدفاع عن فلسطين والشام جميعها جنوباً ، والموقع المتقدم للدفاع عن العمق المصري في شمالها الشرقي ، هذا الموقع جعل منها ساحة المواجهة والقتال لمعظم الإمبراطوريات في العالم القديم والحديث ( الفرعونية ، والاشورية ، والفارسية ، واليونانية ، والرومانية ثم ال ص ل يبية) ، هذه المدينة ترتفع عن سطح البحر حوالي 45 متر وتبعد عنه نحو 3 كيلو متر ،
اسسها الكنعانيون في القرن الثالث قبل الميلاد وسموها ( غزة ) ، كما تم اطلاق عليها نفس الاسم من قبل العرب اليمنيين ( المعينيون) الذين سكنوها وكان لهم دورهم الفاعل فيها قبل الميلاد .
تشكل مساحة قطاع غزة ما يقارب 1,23 % من مساحة فلسطين التاريخية البالغة 27 الف كيلو متر مربع ، فمساحة القطاع 360 كيلو متر مربع ، بطول 41كيلو متر ، اما العرض فيتراوح ما بين 6 و 12 كيلو متر ، وتبعد عن القدس بحوالي 78 كيلو متر ..
تم فتح غزة على يد الصحابي عمرو ابن العاص في عهد الخليفة ابو بكر الصديق ، وكان مايقرب من نصف جيشه من اليمنيين ومن ابرز قادتهم (سلمة الحميري ) الذي استقر في غزة بعد فتح مصر ، ومعلوم ان عمرو ابن العاص قد توجه بعد ذلك الى فتح مصر في عهد الخليفة عمر ابن الخطاب ، وكان معظم جيشه من اليمنيين كما تقول كل كتب التاريخ ،
سقطت غزة مع القدس وباقي مدن فلسطين بعد ذلك بيد الافرنج حتى استعادها صلاح الدين الايوبي بعد معركة حطين الشهيرة ، وقد وقعت بعد ذلك تحت حكم المماليك ، ثم الحكم العثماني ، حتى وقعت فلسطين بالكامل تحت ( الانتداب ) البريطاني عام 1917م، وما بين عام 1948م وعام 1956م خضعت للحكم العسكري المصري بموجب قرار تقسيم فلسطين ، حتى احتلتها ( إسرائيل) مع شبه جزيرة سيناء أثناء هزيمة 1967م ( عام النكسة ) ، وفي عام 1982م اكملت اسرائيل انسحابها من سيناء بموجب ( معاهدة السلام ) مع مصر ، لكنها لم تنسحب من قطاع غزة فقد فضلت مصر عدم تجديد سلطتها عليه ، حتى انسحبت اسرائيل من القطاع عام 2005م بموجب خطة رئيس الوزراء السابق ( شارون ) للانسحاب احادي الجانب ،
اهم مدن قطاع غزة ( غزة ، رفح ، خان يونس ، جباليا ، دير البلح ، بيت لا هيا ، بيت حانون ) ، ويوجد في القطاع العديد من مخيمات اللاجئين ..
سُميت غزة بغزة هاشم ، بسبب ان الجد الثاني لرسول الله صل الله عليه وسلم ( هاشم ) قد مرض ودفن في غزة اثناء احدى رحلاته التجارية الى الشام ( رحلة الصيف ) ، وفي غزة كذلك ولد الإمام الجليل ( محمد بن ادريس الشافعي ) ،
ما يحدث لغزة الان ليس الاول ولن يكون الاخير ، فقد تم تدميرها عدة مرات في عصور مختلفة وكانت تنهض من جديد ، ومن عام 1948م حتى يومنا هذا وهي تتعرض لمجازر ومذابح عديدة راح ضحيتها عشرات الألاف ، ستحرر غزة وكل ارض فلسطين بإذن الله ، ولكن بعد توفر الاسباب ، وبعد تضحيات جسيمة وابادة للمدن واستشهاد مئات الآلاف واكثر ، تماما كما حدث في الجزائر ، فلم يكن هناك ادنى تكافؤ بين حركات ( المقاومة ) وبين الآلة الفرنسية الجبارة ، فبعد كل عملية لافراد التحرير كانت فرنسا ترد بعنف ، و تحرق الاخضر واليابس وتبيد قرى كاملة عن بكرة ابيها ، ومع ذلك قامت الثورة تلو الاخرى حتى خرجت فرنسا تجر اذيال الخيبة بعد 132 سنة من الجحيم ، وبعد اكثر من مليون شهيد ، ستنتصر فلسطين وسيكون بداية النصر من غزة هاشم ولو بعد حين ، مهما كان حجم الدمار والخراب والقصف لغزة فإن حياة سكانها ستكون اطول من حياة قاصفهم ، اما من يخذلون غزة فإن حياتهم اقصر بكثير مما يتصورون ، سيظل اسم غزة عنوان للكرامة ، وعلامة فاصلة بين الرجولة واشباهها . سيرحل الجميع ويبقى التاريخ والتاريخ لا يرحم. ، والله غالبُ على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.