الوداع المُر.. معلم يمني يودّع تلاميذه بالدموع والأحضان بعدما قرر الاغتراب بالسعودية بحثًا عن لقمة العيش ”فيديو”
وثق مقطع فيديو مؤثر، لحظة وداع معلم يمني بطلابه في مرحلة الصف الأول الأساسي، بعدما قرر الرحيل عنهم وعن البلاد للاغتراب في المملكة العربية السعودية، في ظل الظروف المعيشية المأساوية التي يشهدها المعلمون في مناطق سيطرة الحوثيين جراء انقطاع المرتبات.
ويظهر في الفيديو المتداول الذي طالعه "المشهد اليمني"، الأستاذ محمد عبدالله رميثه، معلم الصف الأول الأساسي في مجمع الفلاح التربوي الأساسي الثانوي - بالأحزم - مديرية الرجم - محافظة المحويت، وهو يودع تلاميذه، في مشهد مؤثر طغى عليه الحزن .
وهب الأطفال لمصافحة معلمهم واحتضانه في حين انهار بعضهم بالبكاء، حزنا على فراقه، بعدما كان لهم بمقام الأب، والقدوة الحسنة.
وطوال فترة عمله في التدريس، استخدم المعلم رميثة، وسائل تعليمية مواكبة التطور والتكنولوجيا في التعليم المدرسي، واستغل الإنترنت للاستفادة من خبرات عربية وأجنبية في تعليم المبتدئ وكان يطبقها في واقع تلاميذه.
واكتسب المعلم رميثة، بمثابرته واجتهاده حب التلاميذ واحترام أولياء الأمور، لكن الظروف المعيشية القاهرة، اضطرته لترك مهنته، واتخاذ القرار للذهاب بعيدا، لتحسين وضعه المعيشي.
وقطعت مليشيات الحوثي، المرتبات عن المعلمين في مناطق سيطرتها منذ أكثر من سبع سنوات، ما سبب لهم تدهورا اقتصاديا مريعًا، دفع بالآلاف منهم للجوء إلى مهن بسيطة، محاولة لتوفير أدنى متطلبات العيش، فيما اضطر بعضهم للغربة في بلاد عدة، بينما لجأ البعض للانتحار وأصيب آخرون بأمراض نفسية.