إنجاز ومنجزات لا أحلام وأمنيات
![](https://media.almashhad-alyemeni.com/img/22/04/15/253578.jpg)
قال الصحفي البطل والسياسي المحنك عبدالخالق عمران في أول تصريح له: لن تكتمل فرحتنا إلا بتحرير صنعاء.
يعي عبدالخالق أن أي حديث دون صنعاء هو حديث باهت، وأي نضال لا ينتهي بصنعاء هو تأمين شخصي ومهمة مجتزأة.
عبدالخالق الذي شاهد صنعاء أثناء خروجه وهي على شكل إطار لصور الموت، جاء وكأنه ينقل عتابا لكل حر، ويخاطب بلغة الأفعال لا الأقوال، خطاب المنجزات، لا الأوهام والأمنيات.
لكننا بكل أسف حولنا المعركة إلى أوهام وتسجيل انتصارات على الخريطة تمنحنا النشوة وتشعرنا بأننا نكسب المعركة، ولم نمل من حديثنا المكرر والممل، وبدلا من أن نسجل مواقف بطولية فعلية أو نفكر في طرق بديلة ذهبنا في مهمة البحث عن صورة لمصلين في ذمار، أو صانع محتوى في إب، ومظاهرة نسوية في صنعاء، أو تغريدة باسم مستعار من ناشط في ريف حجة، واكتفينا بذلك، فقط نمني أنفسنا سنة بعد سنة، ونقنع أنفسنا بأننا نحقق انتصارات.
وأنا هنا لا أقلل أبدا من أي جهد، في المناطق المحتلة من هذا البلد، ولكني أقول ماذا فعلنا نحن المحررين؟
ماذا صنعنا لشعبنا في الداخل وهو محاصر برسوم الحوالات ومكبل بفارق العملة؟
ماذا فعلنا لزملائنا من موظفي الدولة الذين فصلوا من وظائفهم، فلم نعالج أوضاعهم بل سعينا في استخراج قرارات لنحل محلهم، فلا الحوثي مكنهم، ولا الشرعية أبقت لهم الأمل.
أين دورنا في محاسبة الفاشلين والمنتفعين الذين تصدروا المشهد في أصعب مرحلة وأضاعوا أثمن الفرص وأهدروا أقدس القضايا؟
لا تحدثني عن حجم التضحيات، والمحصول دون المستوى وأقل من اليسير، لم نتمكن حتى من توحيد العملة النقدية، ليتمكن إخواننا في المحافظات المحتلة من الحصول على ما يسد رمقهم.
اكتفينا فقط بانتظار أي جهد عفوي وحق مكتسب لنتكئ عليه وتضخيمه ثم تسويقه على أنه انتصار، فيعرضهم للبطش، والتنكيل، فيما يسوقه الحوثي بطريقة مباشرة وغير مباشرة أنه مشروع متسامح، والناس يمارسون حياتهم بكل حرية.
إخواننا ينتظرون منا أفعالا تخلصهم من أسوأ مرحلة، ومن أبشع احتلال، ويطمعون في أن يفاخروا بنا وبجهودنا ومعجزاتنا التي ستخلصهم من الاختطاف، وعبقرياتنا في تحقيق انتصار وعدناهم به قبل 8 سنوات، وقلنا صنعاء قريبة، وقادمون يا صنعاء.