وأخيرًا جاء الفرج!
في زمن الدولة، كان الجميع يتطلع إلى راتب إضافي في رمضان، وإلى علاوات وحوافز ورمضانيات وتبرعات وتراحم، وصدقات وأمسيات ثقافية وسياسية، وتسديد ديون المعسرين. وكانت تلك الأموال تعود بالنفع على كل شرائح المجتمع، ومناحي الحياة وحركة السوق.
في زمن تجار الدين، وأولياء الله، طلع عبدالملك يخطب 11 خطبة في كيفية الاستغفار، والليلة تمخض وزحر وأصدر توجيهاته الإيمانية بصرف رواتب الناس وتقييد أيدي ميليشياته من البطش والنهب والعبث وفرض الجبايات، والأفراج عن المختطفين وفتح الطرقات، وتوقيف الحروب، ودعوة الجميع إلى طاولة حوار لإنقاذ اليمن، بسقف الدولة والدستور والقانون والمواطنة المتساوية...
لا لا مش هذا!
عفوا مش هذا، صدرت توجيهاته من سردابه العامر، بإعفاء أصحاب البسطات من النهب، بعد أن صاروا هياكل عظمية وعظاما نخرة!
يعني إذا معك بسطة تبيع فوقها بيض، فالسيدي حفظه الله وحفظ الله كعله المقدسات، قد سامحك من الخُمس، أما الضريبة والجمارك والتبرعات وحق المشرف والبلدية والتحسين والنظافة والحسين والقووودس، وحق الأمنيات فهي لك لا عليك، فهذا مصاريف لا بد منها! ومن يشتي الجنة يحاسب!