الخميس 6 فبراير 2025 10:52 صـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

”العنصر الوراثي” يتغلب على ”العنصر التطوري” في اليمن

السبت 21 يناير 2023 09:52 مـ 29 جمادى آخر 1444 هـ
محمد العلائي
محمد العلائي

كل حضارة عظيمة تتألف من مجموع الإضافات النوعية والاستحداثات التي استطاعت المجتمعات الفذة مراكمتها في خط الزمن الذي يسمى التاريخ.
أما عكس الحضارة فهو الركود المتناغم البليد في دورة حتمية من التكرار الطبيعي الميكانيكي الأبدي للصفات والأنواع والميول والأحداث والتجارب الموروثة.
في الفلسفة الغربية هناك تقليد قديم يبدأ بوضع "التاريخ" في مقابل "الطبيعة"، وينتهي بالتمييز بين نوعين من التغير: "التغير التاريخي" و"التغير الطبيعي".
كان هيجل ممن حافظوا على هذا التقليد، إذ كان يفترض أن التغير التاريخي "تقدم إلى شيء أفضل وأكمل"، في حين أن التحول في الطبيعة "لا يكشف إلا عن دورة تكرر ذاتها على الدوام".
وكان البردوني ممن لاحظوا غلبة "العنصر الوراثي" على "العنصر التطوري" في اليمن، وذلك "لحداثة التطور وعراقة الموروث، ولقلة الهزَّات الخلاقة التي تقلع الجذور وتبدلها بجذور أخرى، فكلما امتحنا تطورنا وجدنا سلفيتنا الوراثية أغلب"، (البردوني، قضايا يمنية، ص362).