الهوية اليمنية

يتشابه اليمنيون في كل شيء من حياتهم، حتى في العقلية والفردانية!
الهوية الوطنية هي خصائص تاريخية وثقافية ولغوية ونفسية وقيم تشكلت منذ الأزل!
لذلك تجد اليمنيين يزورون خصومهم لتقديم واجب العزاء في موت القريب، والوقوف في المواقف والمخاطر المهددة لمجتمعاتهم الصغيرة! وهي فردانية تبدو غريبة للغرباء في غرب الكوكب
"بمجرد اتصال الناس مع مجموعة، يمكن أن تصبح هوياتهم مرتبطة بها بقوة. وسوف يسعون إلى إفادة أعضاء مجموعتهم حتى عندما لا يكسبون أي شيء شخصي. وسوف يعاقِبون الغرباء، مجاناً وبلا مبرر على ما يبدو. وسوف يُضحَّون، بل ويَقتلون ويموتون، من أجل مجموعتهم" كما أثبتت ايمي تشو مؤلفة كتاب "القبيلة السياسية".
لكل انسان هوية فرعية أخرى كانت قومية أو مناطقة، أو قبيلة، أو حتى عرق، أو ديانة، تختلف في اللباس وطريقة العيش والمبادئ والأسس الرئيسية داخل الهوية الوطنية الجامعة!
خلال الحرب قام السياسيون من معظم الأطراف بتجريف الهوية الوطنية الجامعة حتى أصبحت غريبة! بدأها الحوثيون بدخول صنعاء وربما قبل ذلك وتحولت إلى حالة تزداد استعصاءً على الحل كل يوم!
أفرزت الحرب في اليمن ما يوصف بكونه تحشيد هوياتي إما على أساس العرق/السلالة، أو المنطقة، أو المذهب عادة ما يحتشد الناس تحتها خوفاً على أنفسهم من التهلكة أو للحماية في ظل انهيار الدولة وتشظي مؤسساتها!
لقد أصبح من ينادي بالهوية الوطنية الجامعة "عميلاً، وتابعاً، ومجنوناً، وغريباً" في مجتمع ينحر فيه المثقفون اليمنيون أوردة الناس فرزاً بكل الطرق في حرب يبدو أنها تبرز هويات ضيقة كل يوم أكثر!
سنصل إلى نهاية "إذا لم نعثر على طريقة لتضمين الهويات الضيقة في هوية وطنية، فإننا سوف نموت جميعاً"-كما خلص إلى ذلك الفيلسوف فوكوياما
كل هوية في هذا البلد نحن بحاجتها لأنها ما يجعلنا مميزين عن غيرنا كدولة ومجتمع في هذا العصر، المليء بالعولمة والنبذ وادعاء التفوق.
مع ذلك يجب أن ندرك أن أي هوية مهما كانت لا يجب أن تمحو هوية الوطن الجامعة أو تكون بديلاً عنها لأن البديل عن الهوية الوطنية هو أن "نموت جميعاً"!
#الهوية_اليمنية