الخميس 6 فبراير 2025 11:58 صـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

العمامة والسلطة!

الجمعة 4 نوفمبر 2022 06:21 مـ 10 ربيع آخر 1444 هـ
د.عبدالوهاب طواف
د.عبدالوهاب طواف

خلال سنوات ماضية، ونظرًا لأسباب يطول شرحها، تصاعد تأثير عمائم الإسلام السياسي على أعمال ووجود وتأثير الدولة، إلى أن تمكنت العمامة من أن تحل بدلًا عن قيادات الدولة الكفؤة والمؤهلة، وتصبح هي من تدير المنبر والوزارة، الأمر الذي أدى إلى سقوط الوزارة وكراهية الناس للمنبر.
ولأن لبس العمامة لا يحتاج لمؤهلات علمية، ولشهادات خبرة وكفاءة، فقد تكاثرت وتزايدت العمائم، حتى لبسها من لا يعرف القراءة والكتابة، ومن لا يحفظ آية قرآنية. ولكن أصحابها وجدوا في لبسها الخير الوفير والرزق المجاني بلا تعب، ووجدوا فيها قداسة لا تحتاج لمجهود أو حِرفة. إلا أن العمائم السوداء كانت أكثر العمائم حيازة للمال والمناصب والمكانة الاجتماعية، كونها أضافت إليها النسب الهاشمي.
سقطت الدولة، وصعدت العمامة، وكانت النتيجة ضياع خدمات الدولة، وتزايد الفقر والجهل والحروب والصراعات، وسقوط الناس في بحر من الفوضى، وتشوه الدين، وزادت العلمانية.
لأنها غير مؤهلة للحكم، وغير قادرة على إدارة الدولة وخدمة الناس، فقد اعتمدت العمامة عوضًا عن ذلك على الترويج لنعيم الآخرة، والحور العين، وخمر ولبن وذهب الجنة، في حين أنها نهبت وقشت كل نعيم الدنيا.
في إيران والعراق وسورية ولبنان، مثلت العمامة الدستور والقانون والسلطة المطلقة، ومفتاح لدخول كل مؤسسات الدول، وتصريح لنهب كل ما يقف أمامها، وحبس أي مواطن ينتقدها. أما في اليمن، ولأن الأوضاع تختلف، فهناك كراهية تاريخية للعمامة؛ رسختها ثورة ال 26 من سبتمبر المجيدة، فقد تحولت العصابة الزيدية للبس مرويات الزيدية العنصرية، والتخندق خلف الولاية الفارسية، والترويج لضرورة ولاية الهاشميين للحكم دون غيرهم.
اليوم تتزلزل الأرض من تحت عمائم إيران وميلشياتها في العراق ولبنان، أما عمائم الزيدية العنصرية في اليمن فهي أقل هشاشة وأكثر ضعفًا، وكل المتابعين لذلك النتوء العنصري، يرجحون أنه في طريقه إلى الزوال أكثر من غيره. وأي شرارة في أي وقت ستطلق حمم الغضب الشعبي اليماني، كالإعصار، والأيام بيننا.