بعد رجوعي من المولد النبوي (3)
انتهت طقوس المليشيا وانفض الجمع باخضرارهم ، لم يكن هذا التجمع إلا كطحالب خضراء غطت مياها آسنة ، ( مخضرية) لارابط بينها سوى الترهيب والزيف ، استحمارٌ تَصَدَر له دعاةٌ على أبواب الجهل والضلال ، بينهم وبين رسول الله كما بين المشرق والمغرب ، إنها الحقيقة الثابته التي أثبتتها الوقائع والواقع والتي تقول : ( المليشيا الحوثرانية ورسول الله خطان متعاكسان متوازيان لايلتقيان أبدا ) .
منذ جثمت المليشيا على صدر الأمة وسَطَت على الدولة وهي تجعل من ميدان السبعين بِركةً تلقي فيه كل أدرانها السلالية وقاذوراتها العنصرية ، تؤكد كل عام على زورها ودجلها وكذبها على الله ورسوله والمؤمنين ، وتجدد العهد لشيطانها الأكبر ( ايران) إنها على درب إرهابها ماضية وعلى نهجها الإجرامي غير متوانية.
انفضت الحشود كانفضاضها كل عام ، وعام ثامن من الهتافات فلاماتت إسرائيل ولا ماتت أمريكا -بل زادت المليشيا من حملات النظافة والحراسة حول وداخل السفارة الأمريكية في صنعاء - وفي ذكرى المولد تصاعد ريح العود والبخور من غرفات السفارة بينما ضج السبعين بصرخة الموت عليها .
عادت الجموع من السبعين فلاطالت ( خُفَي) حنين ولا حتى خُفيْ كاهن المسيرة ، وحدهم أبناء السلالة من عادوا يقتسمون غنائم المولد ويشربون نخب النصر على الحمقى والمستضعفين .
الخِرق والطِلاء والأضواء الخضراء هي الغنائم و البدائل التي حصل عليها المحتشدون بدلا عن ( الحرية والكرامة والمساواة وإن شئتم والرواتب) ، الأمراض يكفيهم شفاءً رؤية الزينة الخضراء للمستشفى الجمهوري ، من يريدون رواتب فنظرة لقناديل البنك المركزي الخُضر تمنحهم رواتبهم.
لاشيء سيجده العائدون من السبعين، سوى المزيد من الإرهاب والإجرام السلالي ، وافتتاح المزيد من المقابر والسجون وحملة كهنوتية شعواء ضد اليمنيين وهويتهم وجمهوريتهم ، وتضييق على المواطن في حياته وحين مماته وبعد الممات.