الخميس 6 فبراير 2025 03:18 مـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

الآخر هو من يرفض صرف مرتبات موظفي الدولة في اليمن

الإثنين 22 أغسطس 2022 10:38 مـ 25 محرّم 1444 هـ
محمد اللوزي
محمد اللوزي

كل سيحمل الطرف الآخر المسئولية، ويبريء ساحته، سيجعل من نفسه حريصا على العباد، تأخذه الشفقه الى أبعد مدى. لكنه سيتنصل من استحقاقات عليه لموظفيه البسطاء، وسيدحرج الكرة الى ملعب الطرف الآخر، فيماهو يتأسى ويتحسر، وكأن لاعلاقة له من قريب أو بعيد. كل سيقول: الآخر هو من يرفض صرف المرتبات ويعيق الحق الإنساني ويذهب الى الإدانة بحق الآخرين، فيما هو لايقر ولايعترف ولايقبل بصرف مستحق بسيط أمام واقع مؤلم وقاسي أفقد العديد من بني آدم حقهم في حياة كريمة أو حتى حياة كفاف ولو بسيطة. سيتحول كل طرف الى أخلاق نبي يتباكى على الموظفين وينعت الآخر بالتهرب وانعدام الضمير وفقدانه القدرة على تحمل المسئولية.
. حسنا الأطراف جميعها تعيش رغدا وعيشا كريما ويصرفون على أنفسهم حد البذخ، يتقاضون مرتبات وامتيازات لاحصر لها. فقط الموظف هو المحاصر الذي يتباكى عليه الجميع كأنه حائط مبكاهم. في هذه الزحمة من الإدعاءات لاتجد بارق غيث. يتحدثون عن اقتراب الى حلول ثم تنافر. استلذوا بمعاناة البشر، لديهم قدرة على تعذيب الآخرين، تحتلهم مساحات من البشاعة وانعدام الضمير لا نجدها في التاريخ القديم والحديث والمعاصر، قوم بلانا الله بهم فساموا البلاد والعباد سؤ العذاب، لا قيم تردعهم ولادين ولا ضمير. لكنهم فيما يخص ذواتهم يعيشون البحبوحة التي تمكنهم من صناعة حوار متقدم حيالنا ، فيذهبون بأجندات غير أجندة وطن، ليقعون على مفترق طرق. لكنهم يتوحدون علينا ويختلفون حول ممكنات التعايش مع القادم وضمانات رغد العيش والسيطرة والعلو في الأرض. هذه الاطراف لاتعترف بالآخر لذلك هي تناور ولاتحاور. وهي تنزع نحو التهديد والوعيد على حساب الفقراء الذين سيغنيهم الله من فضله، بعد أن وصل الحال بهم الى مستوى البؤس الحقيقي . لنجد وعودا وهمية يتخذونها مجالا لاستطرادات أخرى، تزيدهم امتيازات وتملك وانتصارا لقضاياهم. الأطراف التي تناور. يهمها مواقعها ونفوذها وآخر سطر، في آخر حكاية، في آخر كلام، هو الوطن. الحرب ستطول ولا ضير في ذلك مادام وهم يتجشأون شعبا مغلوبا على أمره. ولله الامر من قبل ومن بعد..