عن الهاشمية السياسية في اليمن وإيران والأردن والمغرب
![د.عبدالله الشماحي](https://media.almashhad-alyemeni.com/img/22/04/12/229652.jpeg)
الهاشمية السياسية ؛ لماذا نجحت في التحوّل إلى مَلَكيَّات ، في المغرب والأردن ، ولكن الكهنوت السُّلالي الإمامي ، فشل في التحول إلى ملَكِيَّات أو جمهوريات، كما في اليمن وإيران؟!
الجواب ببساطة ؛ الهاشمية السياسية المدنيّة في المغرب والأردن ، استطاعت أن تبني بلدانها ، لأنه لايوجد في تلك البلدان ، مذهب كهنوت يزرع في الأجيال والشعب ، دعوى الحق الإلهي للسُّلالة ، في المَسْيَدة على السُّلطة والثروة ، ويجر بالتالي الويلات والدمار والصراع على الجغرافيا والبشر.
أمّا في اليمن وبلاد فارس ، فمذهب الكهنوت متوفر ، ليحافظ على الحاضنة الشعبية ، ويجعل إمامة الكهنوت السّلالي ، أداة دمار وصراع وويلات على الجغرافيا والبشر .
في اليمن ، رغم أن الإمام يحيى حميد الدين ، قد تأثر بشيخه الجنداري ، علامة السُّنّة في اليمن ، ولم يُعْرَف عن الإمام التعصب المذهبي ، إلّا أن الموروث الثقيل لمذهب الكهنوت الذي أحاط به ، لم يترك مجالاً ، لابنه أحمد أن يتمكن من التحوّل إلى نظام ملكي ، رغم تسميته الرسمية بملك اليمن الإمام أحمد حميد الدين ، ورغم ان الإمام أحمد قام بتعيين ابنه البدر وليّاً للعهد جرياً على الأنظمة الملكية ، خلافاً للمذهب الهادوي ، الذي لايقبل ولاية العهد نظريّا.
رجال الحركة الوطنية اليمنية ضد الإمام يحيى ، أرادوا أن يعطوا إمامة الكهنوت هذه صبغة مدنية ، من خلال تحويلها إلى إمامة دستورية من خلال ثورتهم الأم عام 1948، لكن الثورة فشلت لأن الكهنوت كان هو الأقوى ، وذهب صفوة العقول اليمانية إلى السياف ليقطع رؤوسهم أو إلى السجون الإمامية الرهيبة .
فيلسوف ثورة 1948 ، الشهيد أحمد المطاع ، استشرف المستقبل ، ورآى أن الإمامة في اليمن كارثة تجلب الويلات لليمن وأهله ، وأن الغاء الإمامة هي هدف لاحياد عنه ، للحفاظ على اليمن ودم أبنائه.
طبعاً محاولة ثوار 1948، كانت واحدة من محاولات اليمنيين عبر تأريخ طويل لحل إشكالية الإمامة الكهنوتية هذه ، ولعل المُطَرَّفِيَّة الهادوية ، قاموا بالمحاولة الأبرز في إطار تمدين إمامة الكهنوت هذه ، وجعلها أكثر ارتباطاً بالمحيط الشعبي ، وإعطاء الشعب الحق في مراقبتها ونقدها ، بل وأكدوا في أطروحاتهم ، على رفض التمايز الطبقي ، وأن الناس سواسية في المحيى والممات والدين والعلم والرزق والحساب.
طبعاً ، كان لطبيعة مذهب الكهنوت السُّلالي اليد الأطول في رفض الحركة الإصلاحية للمُطَرَّفيّة ، فتمت مطاردتهم وسفك دماءهم وتكفيرهم وسبي نسائهم ، وتخريب دورهم ومساجدهم ، ومن هنا فشلت محاولة المطرفية تلك .
ومن الملفت ، أن الأنظمة الملكية في المنطقة العربية التي دعمت الكيان الإمامي في اليمن مع ثورة سبتمبر 1962، ضناً منها أنها تدعم نظاماً ملكياً ضد نظام جمهوري وليد ، تفاجأت أنه بعد قيام خميني في إيران ، أن أغلب الأفراد المحسوبين على النظام الإمامي البائد في اليمن والذين عاشوا ومازال عدد كبير منهم يعيش في المملكة مثلاً ، وتجرى لهم الصلات المالية الدورية ، بأن هؤلاء قد انقلبوا مع إيران وملاليها وحوثييها في اليمن.
طبعاً ، الأمر غير مستغرب ، لأن إمامة الكهنوت السّلالي في اليمن ليست أصلاً ملكية وإن حاولت أن تلبس ثوب الملكية في تلك الفترة ، كما أن نظام الملالي اليوم في إيران ليس بجمهوري وإن حاول أن يلبس ثوب الجمهورية ، كما سنرى .
لذا ففي بلاد فارس اليوم والمعروفة بإيران ، بعد التوسع إلى مناطق مجاورة عربية وأعجمية ، فإن الإمام الخميني ، رغم تبنيه مسمّى النظام الجمهوري ، إلّا أن إيران الجمهورية لاتمت إلى الجمهورية بصلة ، فرئيس الجمهورية المنتخَب هناك ليس برأس الدولة ، وعمله لايتجاوز منصب مدير مكتب الإمام الولي الفقيه ، الذي يتحكم في المشهد الإيراني ، بل ولهذا المرشد أو الولي الفقيه ، أن يعزل رئيس الجمهورية الذي انتخبه الشعب.
منصب الولي الفقيه هذا ، هو منصب متولد من مذهبهم في خطوة تفسيرية مرتبطة بالإمام المنتظر الذي طال انتظاره ولم يعجل الله فرجه.
الولي الفقيه هذا ، تم ترحيل صلاحيات الإمام الغائب إليه ، فقوله مقدّس وهو الفصل ، وكلمته هي النافذة من أعلى سلم الدولة الإيرانية ومادون ، ويتمتع هذا المرشد الإمام ، بهذه السلطات المطلقة طوال حياته ، ولا أحد يمكنه عملياً أن يعزله ، إلّا عزرائيل عليه السلام ، أمّا مجلس المحافظة على النظام والذي يحق له نظرياً عزل المرشد ، إلّا أن هذا المجلس من المستحيل أن يقوم عملياً بمحاسبة أو عزل المرشد ، لأن خيوط هذا المجلس في يد الإمام المرشد ، سواءً كان المرشد هو خميني الراحل أو خامنئي القائم.
أمّا إمامة الكهنوت السُّلالي الدموي المتخلف ، التي كشّرت عن أنيابها اليوم في اليمن ، فليست إلّا تابعاً رخيصاً لملالي إيران ، بماركة واطئة أعطيت لهم وهي ؛
"شيعة الشوارع" ، تهلك نفسها وتهلك اليمنيين معها ، وتتفنن في توسيع المقابر ‼️
قاتل الله البَيْعَلة ..
#الدم #اليمني #واليمن #أغلى #من #مذهب #الكهنوت