”الرهائن” من سيطلقهم يا ”شرعية” و يا ”غريفيث” .. حمزة الجبيحي” أنموذجاً ”..؟!
![د. علي العسلي](https://media.almashhad-alyemeni.com/img/21/01/29/16119435925372024.jpeg)
معلوم أن كبار المسؤولين قد اتخذ بشأن الافراج عنهم قرار من مجلس الأمن برقم (2216) بضرورة الإفراج عنهم وفي الطليعة وزير الدفاع السابق اللواء محمود الصبيحي وعن جميع السجناء السياسيين وجميع الأشخاص رهن الإقامة الجبرية.. وجرى الحديث بشأنهم بين لجنتي الاسرى عند الشرعية والحوثيين في جنيف وفي عمّان. ويبدوا أن الحوثة يحاولون استثمارهم سياسيا بالتلميح بتقسيطهم، لكي تحصل ردود أفعال من قبل ذويهم ومحبيهم وهاهم اليوم أبناء الصبيحة الاشاوس في ساحة العروض بعدن نفذوا وقفة لمطالبة الشرعية بالسعي لإطلاق اللواء محمود الصبيحي عندما تردد انه لا يطلق في الدفعة المتوقع خروجها خلال أيام أو ساعات لان التفاوض بشأنها لا زال مستمرا بالعاصمة الأردنية الشقيقة عمان ...!
ومعروف أن كثير من الفعاليات والكتابات والمواقف من أسر المعتقلين والأسرى والمختطفين والمخفيين قسرا، ومن قبل المنظمات المحلية والدولية ونشطاء حقوق الانسان جميعهم قد طالبوا ويطالبوا بإطلاق سراح جميع المعتقلين والمخفيين قسرياً والذين يقبعون في معتقل الأمن القومي والأمن السياسي والسجن الاحتياطي ومعتقل شملان وصرف السرية والسجن المركزي والمعتقلات الأخرى والذي يتجاوز عدد المعتقلين فيها ما يزيد على (9000) معتقل.. لكن ولا أحدا ربما قد تحدث عن المحتجزين المصنفين "كرهائن" مقالي هذا خصصته لمثل هؤلاء ، وسأبرز من أعرفه منهم إنه الشاب الرائع المسالم الإنساني الخلوق جدا "حمزة يحي الجبيحي" إنه ابن الصحفي اللامع يحي عبد الرقيب الجبيحي والذي اطلق سراحه بعد سجنه لمدة ليست بالبسيطة وبعد الحكم عليه بالإعدام بتهمة التخابر لكن لم يثبت مما اتهم به شيء فتم اطلاقه؛ المتهم اطلق بعد حكم الإعدام والبريء لا يزال يقبع في سجن الحوثي..؛ فأية عدالة هذه التي ينتهجها الحوثي ويتماهى معها المبعوث الدولي مع كل أسف ..؟!؛ حمزة " الرهينة" لا يزال "رهينة" عند الحوثة كمثال لأولئك المحتجزين كرهائن، حيث لا قضية لهم ولا هم مطلوبون، وانما هم رهائن كي لا يحكي المفرج عنهم من اهاليهم عما جرى لهم والاستاذ يحي صامت خوفا عليه، حمزة اصبح قصة لكل رهينة تجاوز "رهنه" مدة الاربع سنوات والنصف..!؛
نداء عاجل .. وفي ذروة تفاوض المتفاوضين عن ملف الاسرى بعمان أطلق هذا النداء العاجل والعاجل جدا إلى الشرعية كمسؤولة عن كل مواطن يمني وإلى المبعوث الدولي السيد مارتن غريفيث بحق الإنسانية التي صراخه فيها قد بلغ عنان السماء نناشده التدخل الفوري والعاجل لإطلاق "الرهينة حمزة" ، وهو نداء عاجل أيضا للحوثة إن كان عندهم "بقية حياء أو دين" أن يبادروا بالإطلاق الفوري لحمزة الجبيحي، قلت ان كان عندهم بقية "حياء"، لأننا نعيش في القرن الواحد والعشرين أيعقل انه لا يزال الحوثة يحتجزون رهائن عندهم للضغط بهم على اخرين ..؟!؛ نناشدهم بسرعة اطلاق الرائع ابن الرائع حمزة يحي الجبيحي ومن هم على شاكلته دون مساومات او مبادلات او مقايضات لانهم لا ذنب لهم ارتكبوه لا من وجهة نظر محتجزيهم ولا من الاخرين ..!؛ فقلت كذلك إن كان عند الحوثة "بقية دين" فاطلقوا "حمزة" وما وجبي إلا أن أذكركم بالقاعدة القرآنية لمبدأ العدل لعلها تجد طريقا لضميركم و وازعكم وانتم تدّعون أنكم سائرون بما (تسمونها) المسيرة القرآنية ..قال الله تعالى : ﴿قُل أَغَيرَ اللَّهِ أَبغي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيءٍ وَلا تَكسِبُ كُلُّ نَفسٍ إِلّا عَلَيها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُم مَرجِعُكُم فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم فيهِ تَختَلِفونَ﴾ [الأنعام: ١٦٤]؛ ﴿مَنِ اهتَدى فَإِنَّما يَهتَدي لِنَفسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخرى وَما كُنّا مُعَذِّبينَ حَتّى نَبعَثَ رَسولًا﴾ [الإسراء: ١٥]؛ ﴿وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخرى وَإِن تَدعُ مُثقَلَةٌ إِلى حِملِها لا يُحمَل مِنهُ شَيءٌ وَلَو كانَ ذا قُربى إِنَّما تُنذِرُ الَّذينَ يَخشَونَ رَبَّهُم بِالغَيبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَن تَزَكّى فَإِنَّما يَتَزَكّى لِنَفسِهِ وَإِلَى اللَّهِ المَصيرُ﴾ [فاطر: ١٨]؛ ﴿إِن تَكفُروا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُم وَلا يَرضى لِعِبادِهِ الكُفرَ وَإِن تَشكُروا يَرضَهُ لَكُم وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزرَ أُخرى ثُمَّ إِلى رَبِّكُم مَرجِعُكُم فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ إِنَّهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ﴾ [الزمر: ٧]؛ {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [انجم:38]؛ هذه القاعدة القرآنية تكرر تقريرها في كتاب الله تعالى خمس مرات، وهذا ـ بلا شك ـ له دلالته ومغزاه. والمعنى في كل ما اوردناه من آيات هو : أن المكلفين إنما يجازون بأعمالهم إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، وأنه لا يحمل أحدٌ خطيئةَ أحد ولا جريرتَه، ما لم يكن له يدٌ فيها، وهذا من كمال عدل الله يا أيها الحوثة..!؛
إن حمزة الذي اتحدث عنه هو ابن الأخ والصديق الأستاذ الصحفي الكبير الذي قدم للوطن ما يستطيع من خلال مسيرته المهنية العديد من الوظائف والمهام، منها مدير الإعلام الخارجي والمدير العام للشؤون الإعلامية والثقافية بمكتب رئاسة الوزراء اليمني بين عامي 1987-1997، ومستشار إعلامي برئاسة مجلس الوزراء. والذي عاصر عدد كبير من رؤساء الوزراء وكان على وشك اصدار كتابه "رؤساء الوزراء في الميزان" إلا ان المليشيا الحوثية عقب اعتقاله أحبطت عليه كل برامجه، وعبثت بمكتبته والتي تحوي أمهات الكتب والوثائق.. أيها القراء الكرام احب ان اخبركم بأنه ربما لأول مرة في التاريخ أن يختطف شخص مع ولديه من جوار اسرته، أي اعتقال كل الذكور وترك الاسرة حائرة خائفة حزينة في ليلة عيد، الحوثة انهو فرحة اسرة وجعلوها في كابوس حتى الآن، لم تجد من يلبي حاجياتها وعلاجاتها ؛أختطف هو وابنيه (حمزة وذي يزن) مع العلم أن ذي يزن كان يتعاطف او يناصرهم .. و تم اطلاق (ذي يزن) بعد مدة وبقي في السجن حمزة وابوه الأستاذ يحي حتى أصدرت "محكمة أمن الدولة" الخاضعة للحوثيين يوم 12 أبريل 2017 حكما بالإعدام على الاستاذ يحي ، وذلك خلال محاكمة شكلية وبجلسة واحدة بتهمة "التخابر مع دولة أجنبية. ولقد قوبل حكم الإعدام على الجبيحي باستنكار واسع محليا ودوليا بما في ذلك مجلس الأمن .. فتم اطلاقه وبقي حمزة ليس سجينا ولا مختطفا ولا مخفيا ولا معتقلا، بل "رهينة" يا عالم يا متحضر ..!؛ اينكم وأين شرعكم وعدالتكم وتدخلكم..؟!؛ ..اناشدكم برب العرش العظيم يا (( شرعية،سيد مارتن غريفيث ؛ حوثة، عالم )) ألا يبقى " حمزة" ولو لدقيقة في السجن بعد هذه المناشدة .. فاطلقوه ومن شابهه أيها الراهنون...!