أحمد بودستور
تقارب السعودية والعراق يضرب إيران في الأعماق !!
أحمد بودستور
قال الشاعر الفرزدق :
سأجزيك من سوءات ماكنت سقتني
إليه جروحا فيك ذات كلام
هناك عبارة تقول (دوام الحال من المحال) فهناك مؤشرات تدل على قرب تحرير العراق من هيمنة النظام الإيراني ولعل أولها هي زيارة وزير الداخلية العراقي للملكة العربية السعودية والاتفاق على فتح معبر عرعر بين السعودية والعراق حيث سيكون الشريان الذي يزود العراق بكل مايحتاجه من سلع واحتياجات يساهم كثيرا في عملية إعاده بناء البنية التحتية في العراق الذي يحتاج إلى 100 مليار لإصلاح ما أفسدته داعش وبقية التنظيمات الإرهابية.
هناك مؤشر آخر لا يقل أهمية وهو انشقاق رجل الدين رئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم عن هذا الحزب وتشكيل تيار الحكمة الوطني الذي هو حزب سياسي ليس لديه ميليشيات تحميه وهو ما يؤكد أن هناك توجه جديد ينص على حل كل المليشيات التابعة للأحزاب وتحويلها إلى أحزاب سياسية تشارك في الانتخابات البرلمانية ويكون لها ممثلين في الحكومة والبرلمان بما في ذلك ميليشيا الحشد الشعبي الذي سوف يتم حله .
أيضا المؤشرات تؤكد أن هناك تغيير وزاري متوقع في القريب العاجل سيشهد خروج وزير الخارجية د.ابراهيم الجعفري المحسوب على حزب الدعوة وتعيين شخصية سنية لتولي هذا المنصب كنوع من الترضية للطائفة السنية التي تم تهميشها في الآونة الأخيرة تمهيدا لشطبها وطبعا لن يكون ذلك إلا بضغوط كبيرة من الحكومة الأمريكية على الحكومة العراقية التي تريد أن يكون قرارها مستقلا وطنيا
وهو مطلب غالبية الشعب العراقي الذي ذاق الأمرين من النظام الإيراني القمعي الدموي.
هناك اتفاق أمريكي سعودي خليجي تم التوصل له أثناء زيارة الرئيس ترامب للسعودية ينص على رصد مبالغ لتأهيل العراق للمرحلة الجديدة والذي من أهم شروطه طرد إيران ليس من العراق فحسب ولكن من سوريا واليمن وغيرها.
من ملامح الاتفاق الأخرى هو تغيير معالم العملية السياسية في العراق والتي تهيمن عليها الأحزاب الدينية الفاسدة ولن يكون هناك مكان للأحزاب الدينية التي تدعمها إيران مثل حزب الدعوة الذي يحكم العراق لأن نوري المالكي وأيضا حيدر العبادي من نفس الحزب وهناك أحزاب أخرى سوف يتم استبعادها وخاصة المحسوبة على التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي له ارتباط وثيق بالنظام الإيراني الراعي للإرهاب .
هناك تسريبات عن وصول مجموعة من المحققين الأمريكان إلى العراق وقد باشرت في متابعة قضايا الفساد المتورط فيها وزراء ونواب وأحزاب وبنوك وسوف ترفع تقريرها إلى وزارة الخزانة الأمريكية مما ينذر بأن تفوح رائحة كثير من قضايا الفساد والمتوقع أن تختفي كثيرا من الوجوه السياسية المتورطة بقضايا الفساد من الحياة السياسية وتغادر العراق خوفا من المحاسبة والأحكام القضائية.
نعتقد أن المشروع الإيراني في العراق والمنطقة مهدد بالانهيار والزوال فهناك قرار أمريكي بالتواجد في العراق ومنع أي تدخل إيراني في القرار العراقي وأيضا هناك تقارب سعودي عراقي تمهيدا لعودة السعودية للساحة العراقية وعودة العراق للحضن العربي بعد ارتمائها في الحضن الإيراني منذ سقوط نظام الطاغية المقبور صدام في سنة 2003 وعلى إيران أن تدرك هذه الحقيقة لأن هناك تنسيق أمريكي روسي حولها وأن لاتكابر حتى لايكون الثمن هو تدمير إيران.