الخميس 6 فبراير 2025 12:24 مـ 8 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

اليوم السعودية

هزائم المتمردين والمراوغات المكشوفة

الجمعة 9 أكتوبر 2015 02:00 صـ 26 ذو الحجة 1436 هـ
اليوم السعودية
اليوم السعودية

عرف عن الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح أثناء فترة حكمة، حبه للمراوغة والتملص من كل تعهداته والتزاماته، سواء عبر علاقاته مع الدول العربية أو الإسلامية أو الدولية أو حتى مع تعهداته مع الشعب اليمني، الذي نكب بحكمه الذي جر على اليمن المزيد من الويلات والدمار والخراب واشعال الفتن والاضطرابات بين القبائل، وقيامه مع المليشيات الحوثية بالانقلاب على السلطة الشرعية اليمنية.

والمراوغة الجديدة تظهر في أعقاب إعلان حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح الاستعداد للتفاوض؛ لاستئاف العملية السياسية والموافقة الضمنية على وضع آلية تنفيذية للقرار الأممي 2216 واستعداد الحزب للانسحاب من المدن، وتسليم الأسلحة من جميع الأطراف، وإنجاز ذلك تحت إشراف الأمم المتحدة؛ استئنافا للعملية السياسية التي رفضها صالح من قبل وأعلن تحديه للقرار الأممي المتصل بالأزمة القائمة.

ولعل من الغريب أن يعلن صالح عن موافقته على تنفيذ القرار الأممي، بينما تشن قواته وقوات المليشيات الحوثية الاعتداءات تلو الاعتداءات على المدنيين العزل في منازلهم، وتتلاشى تلك الغرابة عند الوقوف على مراوغات صالح المعهودة، فهو في الوقت الذي يتعهد فيه بالبدء في العملية السلمية يشن هجومه على السكان بمدينة تعز، فيسقط من يسقط من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين العزل.

وما زال الحوثيون وقوات صالح يقصفون الأحياء السكنية بشكل عنيف وعشوائي في مدينة تعز، مستهدفين منطقة دار النصر بجبل صبر وحي الدمغة شرق مدينة تعز، مخلفين وراء هذا القصف المزيد من القتلى والجرحى من المدنيين، وهم رغم ذلك يرفعون راية الموافقة على القرار الأممي 2216، ويعلنون وهم يشنون قصفهم للمدينة استعدادهم الكامل لتسليم أسلحتهم وانسحابهم من كافة المدن اليمنية، والدخول في تفاصيل العملية السلمية.

هي مراوغة جديدة من مراوغات الرئيس اليمني المخلوع، لا تمثل الأولى من نوعها، فقد جبل صالح -كما عهده اليمنيون وعهده العرب وعهدته دول العالم كافة- على حبه للمراوغة والمغامرة ونقض العهود والقرارات، فالرسالة التي بعث بها للأمين العام للأمم المتحدة حيال التزامه بتنفيذ النقاط السبع التي أعدت مع مبعوث الأمين العام، وعلى رأسها الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216، ليست إلا مراوغة سياسية جديدة من مراوغاته المعهودة.

الالتزام الذي تعهد به صالح حيال تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة القائمة، جاء نتيجة طبيعية لهزائم قواته المتمردة مع الميليشيات الحوثية في المواجهة مع القوات الشعبية اليمنية، التي ما زالت تحقق المزيد من الانتصارات على الأرض بمعاضدة قوات التحالف التي ما زالت تدك معاقل المتمردين محققة النصر تلو النصر على أولئك المتمردين المنقلبين على الشرعية والمنقلبين على إرادة الشعب اليمني.

ويبدو واضحا للعيان أن قوات التحالف والقوات الشعبية اليمنية لن تنخدع بتلك المراوغة، وهي ماضية قدما لتحقيق أهدافها المرسومة بتطهير المدن اليمنية من الميليشيات الحوثية وقوات صالح واعادة الحقوق المشروعة لأبناء اليمن، وقد بدت طلائع النصر واضحة بالانتصار في عدن وعودة الرئيس الشرعي إليها.

ورضوخ المتمردين لإرادة الشعب اليمني هو المحصلة النهائية التي لا بد أن تتحقق في نهاية المطاف، فتلك الإرادة تمثل الشرعية اليمنية المنتخبة.