الثلاثاء 29 أبريل 2025 05:33 صـ 2 ذو القعدة 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

قبيلة عبيدة في قلب المواجهة.. الحوثيون يعلنون بدء ساعة الصفر لاستهداف مأرب

الثلاثاء 29 أبريل 2025 03:02 صـ 2 ذو القعدة 1446 هـ
قبائل عبيدة
قبائل عبيدة

في خطوة جديدة تكشف النهج الطائفي والدعائي الذي تتبعه جماعة الحوثي، دعا القيادي الحوثي محمد البخيتي قبيلة "عبيدة" إلى الاستعداد للإطاحة بسلطة حزب التجمع اليمني للإصلاح في محافظة مأرب شمال شرقي اليمن.

وجاءت هذه الدعوة في سياق حملة تحريضية تستغل الخطاب القومي والديني لنشر الفوضى وزعزعة استقرار المناطق المحررة.

خطاب تحريضي مليء بالتناقضات

نشر البخيتي تدوينة عبر منصة "إكس"، زعم فيها أن "المقاومين الفلسطينيين في غزة هم أول خط دفاعي عن كيان الأمة"، بينما اتهم القوات المناهضة للحوثيين في مأرب بأنها "أول خط دفاعي عن الكيان الصهيوني".

وهذه التصريحات ليست سوى محاولة رخيصة لربط الصراع المحلي في اليمن بالقضايا الإقليمية، بهدف تبرير سياسات الجماعة العدوانية واستقطاب المزيد من المؤيدين.

اللافت أن البخيتي لم يقدم أي دليل على هذه الاتهامات التي تفتقر إلى المنطق والمصداقية، حيث إن حزب الإصلاح وقوات الجيش الوطني اليمني كانوا دائماً في طليعة المدافعين عن السيادة اليمنية ضد المشروع الإيراني الذي تتبناه جماعة الحوثي.

ومع ذلك، يلجأ الحوثيون إلى مثل هذه الادعاءات الزائفة لتبرير جرائمهم وانتهاكاتهم المستمرة بحق الشعب اليمني.

استهداف القبائل وزرع الفتنة

وجه البخيتي رسالته بشكل مباشر إلى قبيلة "عبيدة"، داعياً أبناءها إلى الاستعداد لـ"ساعة الصفر" من أجل إسقاط ما وصفه بـ"المرتزقة"، في إشارة إلى قوات الحكومة الشرعية وحزب الإصلاح.

وحاول استغلال نفوذ القبائل وتشويه صورتها من خلال تصويرها كأدوات لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة. كما أكد دعم قبيلة "مذحج" لهذه الخطة، في محاولة لتأجيج الصراع القبلي وزعزعة الأمن في مأرب.

هذه الخطوة ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة محاولات الحوثيين لتفكيك النسيج الاجتماعي اليمني وزرع الفتن بين القبائل.

فبدلاً من العمل على تحقيق السلام وإنهاء الصراع، تواصل الجماعة استخدام أساليب التحريض والتخوين لإطالة أمد الحرب وتوسيع نطاق معاناة الشعب اليمني.

هجوم شخصي على محافظ مأرب

شن البخيتي هجوماً شخصياً على محافظ مأرب، سلطان العرادة، متهمًا إياه بمحاولة استغلال انشغال الحوثيين بالمواجهة مع الولايات المتحدة لاستعادة السيطرة على صنعاء.

وقال: "قبل شهور دعا سلطان العرادة إلى استغلال فرصة انشغالنا مع أمريكا لاسقاط صنعاء، وكان من نتائج ذلك أن تسبب اليوم بمقتل مجموعة من أقاربه وهم في موقع الخزي والعار دفاعاً عن أمن إسرائيل".

هذه الاتهامات لا تعدو كونها محاولة بائسة لتبرير فشل الحوثيين في تحقيق أهدافهم العسكرية في مأرب.

فمحافظ مأرب، سلطان العرادة، كان وما زال رمزاً للمقاومة الوطنية ضد مشروع الحوثيين الطائفي، وقد نجح في الحفاظ على استقرار المحافظة رغم كل التحديات.

جماعة الحوثي.. أدوات إيران وأعداء اليمن

تصريحات البخيتي تعكس النهج الإقصائي الذي تتبعه جماعة الحوثي، التي تسعى منذ انقلابها على السلطة الشرعية عام 2014 إلى فرض هيمنتها على اليمن باستخدام القوة والعنف.

وبتمويل وإسناد إيراني، تعمل الجماعة على تدمير البنية التحتية للدولة وزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.

بدلاً من الانخراط في عملية سلام حقيقية، تستمر الجماعة في تصعيد خطابها العدائي واستهدافها للمدنيين والقبائل اليمنية. وتستخدم الحوثيون الشعارات الدينية والقومية كغطاء لأجندتهم التدميرية، التي تهدف إلى إخضاع اليمنيين تحت نير ولاية الفقيه الإيرانية.

ردود فعل متوقعة

من المتوقع أن تواجه هذه التصريحات برفض شعبي واسع داخل اليمن، خاصة في ظل تنامي الوعي بأجندة الحوثيين التخريبية.

فالشعب اليمني أصبح أكثر إدراكاً للخطر الذي تمثله الجماعة على الهوية الوطنية والمستقبل السياسي للبلاد.

وفي الوقت نفسه، ستظل قبائل مأرب ومحافظاتها بمثابة حصناً منيعاً ضد المشروع الحوثي، الذي يسعى إلى تدمير كل ما هو يمني.

جماعة الحوثي ليست سوى أداة في أيدي النظام الإيراني لتنفيذ أجندته التوسعية في المنطقة. ومن خلال تصريحات مثل تلك التي أطلقها محمد البخيتي، يتضح أن الجماعة لا تزال مصرة على نشر الفوضى والخراب في اليمن، بدلاً من العمل من أجل السلام والاستقرار.

وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه الشعب اليمني، ويضغط على الحوثيين للتخلي عن مشروعهم الطائفي والانخراط في عملية سلام شاملة.

اليمن يستحق مستقبلاً أفضل، وخيار السلام هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب اليمني وإعادة بناء الدولة.