الإثنين 28 أبريل 2025 09:13 صـ 1 ذو القعدة 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

أمين العاصمة يكشف عن خطط الحوثيين لرفع سقف ”التقية” خلال الأشهر القادمة ويرد على دعوات السلام الدولية

الإثنين 28 أبريل 2025 02:51 صـ 1 ذو القعدة 1446 هـ
امين العاصمة
امين العاصمة

في تصريح لافت يحمل رسائل سياسية متعددة الأبعاد، كشف أمين العاصمة اليمنية صنعاء، اللواء عبدالغني جميل، عن خطط لمليشيا الحوثي تهدف إلى رفع سقف "التقية" إلى أعلى مستوياتها خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر القادمة. وأوضح أن هذه الخطوة ستتخذ شكل دعوات علنية للسلام، لكنها ستكون ذات طابع مراوغ ومُضلِّل يفوق حتى دعوات بابا الفاتيكان المعروفة بسعيها لتحقيق السلام العالمي.

وفي التصريح الذي أثار جدلاً واسعاً، قال اللواء عبدالغني جميل: "سيهرع المبعوث الأممي كالعادة إلى استغلال هذه الدعوات والترويج لها على أنها فرصة حقيقية لإنهاء النزاع في اليمن، لكن ردنا واضح: فاتكم القطار، وموعدنا عام 2025 في صنعاء". وجاءت هذه الكلمات لتؤكد رؤية قيادة الشرعية اليمنية التي تعتبر أي دعوات للسلام من قبل الحوثيين مجرد وسيلة لكسب الوقت وإعادة تنظيم صفوفهم، بعيداً عن نية حقيقية للانخراط في عملية سلام شاملة ومستدامة.

الحوثيون وورقة "التقية"

مصطلح "التقية"، الذي استخدمه أمين العاصمة، يشير إلى استراتيجية سياسية تتبعها الجماعات المسلحة، حيث يتم تقديم خطاب عام يناقض الأفعال والسياسات الحقيقية، بهدف تحقيق مكاسب سياسية أو إستراتيجية. ويبدو أن الحوثيين يعتزمون استخدام هذه الورقة بشكل مكثف خلال الفترة المقبلة، عبر إطلاق دعوات سلام تهدف إلى تحسين صورتهم أمام المجتمع الدولي وتخفيف الضغوط المتصاعدة عليهم نتيجة استمرار الحرب.

وتشير مصادر سياسية إلى أن هذه الخطوة قد تكون مرتبطة بضغوط دولية متزايدة على الحوثيين، خاصة مع تعثر مفاوضات السلام السابقة واستمرار التداعيات الإنسانية الكارثية في اليمن. كما أن دعوات السلام المزعومة قد تكون محاولة لتعزيز موقفهم التفاوضي مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، في ظل العزلة الإقليمية والدولية التي تعاني منها الجماعة.

ردود فعل محلية ودولية

تصريحات أمين العاصمة اليمنية لاقت اهتماماً كبيراً داخل الأوساط السياسية والإعلامية، حيث رأى البعض فيها رسالة واضحة بأن الحكومة الشرعية لن تنجر إلى مفاوضات غير جادة أو محاولات لتضليل الرأي العام. وفي الوقت نفسه، أعربت شخصيات سياسية عن مخاوفها من استغلال الحوثيين لهذه الدعوات لتحقيق أهدافهم العسكرية على الأرض، بينما يبدو العالم وكأنه يمنحهم مهلة جديدة لاستعادة أنفاسهم.

على الصعيد الدولي، تواجه الجهود الأممية بشأن الأزمة اليمنية تحديات كبيرة، حيث يرى العديد من المراقبين أن أي مبادرة سلام يجب أن تكون مبنية على أسس واضحة وملزمة، وليس مجرد دعوات شكلية لا تسفر عن نتائج فعلية. ويعتقد هؤلاء أن المجتمع الدولي بحاجة إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً تجاه مليشيا الحوثي، وعدم السماح لها باستخدام ورقة السلام كأداة للمناورة والخداع.

رسالة "فاتكم القطار"

العبارة التي اختتم بها اللواء عبدالغني جميل تصريحه، "فاتكم القطار"، تبدو وكأنها رسالة مباشرة إلى الحوثيين والمبعوثين الدوليين الذين يسعون إلى إعادة إحياء محادثات السلام.

أما العبارة الأكثر غموضاً، "موعدنا عام 2025 في صنعاء"، فقد فتحت الباب أمام تكهنات حول ما إذا كانت هناك خطة استراتيجية طويلة الأمد للوصول إلى العاصمة صنعاء واستعادتها من قبضة الحوثيين بحلول هذا الموعد.

وإذا صح ذلك، فإنها تشير إلى أن الحكومة الشرعية تعمل على بناء قدرات عسكرية وسياسية تمكنها من تحقيق هذا الهدف دون الحاجة إلى مفاوضات غير مجدية.

ختام التصريح بـ "#ومن_عاش_خبر"

اختتم أمين العاصمة تصريحه بتغريدة مقتضبة عبر وسم "#ومن_عاش_خبر"، وهي عبارة تحمل في طياتها دعوة للانتظار ومتابعة الأحداث لتبيان الحقائق. وقد فسر البعض هذه العبارة على أنها تعبير عن يقين القيادة الشرعية بأن الأيام القادمة ستكشف زيف دعوات الحوثيين للسلام، وأن الشعب اليمني سيكون الشاهد الأول على حقيقة نواياهم.

مستقبل الأزمة اليمنية

في ظل هذه التطورات، يبقى المشهد اليمني معقداً ومليئاً بالتحديات. وبينما يستمر الحوثيون في محاولاتهم لاستخدام استراتيجيات "التقية" لكسب الوقت، يبدو أن الحكومة الشرعية والتحالف العربي قد قررا التعامل مع الأمر بحذر شديد، مع التركيز على تحقيق انتصارات ميدانية وسياسية تضع حداً للأزمة المستمرة منذ سنوات.

يبقى السؤال الأبرز: هل ستتمكن الجهود الدولية من فرض حلول حقيقية للأزمة اليمنية، أم أن المراوغة ستظل هي اللغة السائدة في التعامل مع هذا الملف؟ الإجابة قد تكون قريبة، لكنها تحتاج إلى صبر ومتابعة دقيقة للأحداث.