الإثنين 21 أبريل 2025 06:29 صـ 23 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

الحوثيون يكذبون على الشعب اليمني: استغلال القضية الفلسطينية لتبرير القمع الداخلي

الإثنين 21 أبريل 2025 01:58 صـ 23 شوال 1446 هـ
عناصر حوثية
عناصر حوثية

في تصعيد خطير يعكس تجاهل جماعة الحوثي للواقع الإنساني والسياسي في اليمن، خرج القيادي الحوثي نصر الدين عامر بتصريحات هجومية تتسم بالعداء ومحاولة لتشويه الحقائق.

جاءت هذه التصريحات ردًا على ما اعتبره "ادعاءات صهيونية"، لكنها في حقيقتها تعكس استراتيجية الجماعة الممنهجة لاستغلال القضايا الوطنية والإقليمية لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة، دون اعتبار لمصالح الشعب اليمني الذي يعاني الويلات منذ سنوات بسبب سيطرتهم.

عامر، الذي يُعد أحد أبرز الأصوات الدعائية للحوثيين، وجه هجومه بشكل مباشر إلى من وصفهم بـ"المرتزقة الصهاينة"، زاعمًا أن الشعب اليمني يقف بقوة ضد إسرائيل وداعمًا لقطاع غزة.

ومع ذلك، فإن هذا الخطاب لا يعدو كونه محاولة لتجميل صورة الجماعة التي تتحمل المسؤولية الكبرى عن معاناة اليمنيين وتدهور أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.

فالشعب اليمني، الذي يرزح تحت وطأة الحرب والقمع والفقر، ليس سوى ضحية لسياسات الحوثيين الذين يستخدمون الشعارات الرنانة لتبرير استمرار سيطرتهم وفرض أجندتهم الطائفية.

تلاعب بالمشاعر الوطنية

ما يثير الاستغراب هو كيفية توظيف الحوثيين للقضية الفلسطينية كغطاء سياسي، بينما هم في الواقع يمارسون أبشع أنواع القمع والاستبداد ضد شعبهم. فبدلاً من العمل على تحقيق السلام وإنهاء معاناة اليمنيين، يسعى الحوثيون إلى تصدير صورة مضللة بأنهم حماة القضية الفلسطينية، في حين أن سجلهم مليء بالانتهاكات ضد حقوق الإنسان داخل اليمن. فهل يعقل أن يتم الحديث عن دعم غزة في الوقت الذي يواجه فيه ملايين اليمنيين المجاعة والنزوح والمرض؟

الإجماع الزائف

زعم عامر أن الشعب اليمني مجمع على الوقوف مع غزة وفلسطين أكثر من أي قضية داخلية، وهو ادعاء يفتقر إلى أي أساس واقعي. فالشعب اليمني، الذي يعيش حالة من الانقسام والصراع نتيجة سياسات الحوثيين، بعيد كل البعد عن هذا "الإجماع" المزعوم.

بل إن الواقع يشير إلى أن الجماعة تستخدم مثل هذه الشعارات لإلهاء اليمنيين عن قضاياهم الحقيقية، بما في ذلك انهيار الاقتصاد، تدمير البنية التحتية، وانتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها الجماعة يوميًا.

تشويه الحقائق

الخطاب الحوثي الذي يحاول تصوير اليمنيين على أنهم ضد إسرائيل، بينما يخوضون صراعًا داخليًا مريرًا، يكشف عن مستوى جديد من التضليل الإعلامي. فالجماعة تدرك جيدًا أن الشعب اليمني ليس لديه رفاهية التفكير في قضايا خارجية بينما يعاني من أزمات داخلية طاحنة. لكنها تصر على استخدام هذه الشعارات لتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي، خاصة في ظل الضغوط المتزايدة عليها بسبب دورها في تفاقم الأزمة اليمنية.

مسؤولية الجماعة

في النهاية، يجب أن يُنظر إلى تصريحات نصر الدين عامر وما شابهها ضمن إطار أوسع يعكس السياسات العدوانية للحوثيين

فهذه الجماعة ليست سوى طرف في صراع مدمر يدفع ثمنه الشعب اليمني بأكمله، بينما يواصل قادتها تقديم خطابات زائفة حول القضايا الإقليمية لصرف الأنظار عن الكارثة التي ألحقوها بوطنهم.

إن الحل الحقيقي لليمن لا يكمن في الشعارات الفارغة ولا في استغلال القضايا الإنسانية، وإنما في إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة الدولة اليمنية، وتحقيق السلام العادل الذي يضمن مستقبلًا أفضل لكل اليمنيين بعيدًا عن أجندات الهيمنة والتطرف.