الولايات المتحدة تُجدد التزامها بدعم استقرار حضرموت في ظل الاحتجاجات القبلية والتحديات الأمنية

في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها محافظة حضرموت، والتي تتصدر المشهد اليمني بالتزامن مع الاحتجاجات القبلية التي يقودها حلف قبائل حضرموت للمطالبة بالشراكة في السلطة والثروة، أصدرت السفارة الأمريكية في اليمن بيانًا علّقت فيه على هذه التطورات.
البيان جاء بعد اتصال هاتفي أجراه السفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن مع محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، حيث تم مناقشة الأوضاع الميدانية في المحافظة وسبل تعزيز الأمن والاستقرار.
تأكيد أمريكي على أهمية حضرموت كركيزة للاستقرار الوطني
أشار البيان إلى أن السفير فاجن أكد خلال الاتصال التزام الولايات المتحدة الراسخ بدعم استقرار محافظة حضرموت، التي تُعد واحدة من أهم المناطق الاستراتيجية في اليمن.
واعتبر فاجن أن حضرموت لا تُمثّل فقط عصب الاقتصاد الوطني، بل هي أيضًا المنطقة المحورية لتحقيق السلام والاستقرار في اليمن بأكمله. وشدد على ضرورة تعزيز الجهود المشتركة بين الولايات المتحدة وسلطات حضرموت لمكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات الأمنية التي تواجه البلاد.
وتأتي هذه المباحثات في وقت تحتفل فيه حضرموت بالذكرى التاسعة لتحرير ساحلها من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، وهي المناسبة التي أعادت للأذهان تجربة المحافظة الرائدة في محاربة التطرف ورفض الفكر الإرهابي.
وفي هذا السياق، أعرب السفير الأمريكي عن إعجابه بجهود السلطة المحلية في الحفاظ على الأمن ومكافحة التطرف، مؤكداً أن واشنطن ستواصل العمل مع شركائها المحليين والدوليين لتعزيز التنمية المستدامة وبناء قدرات الأجهزة الأمنية في حضرموت.
تركيز على مكافحة الإرهاب ودعم مؤسسات الدولة
ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب، مع التركيز بشكل خاص على دعم مؤسسات الدولة الشرعية.
وأكد السفير فاجن أن الولايات المتحدة ترى في استقرار حضرموت جزءًا لا يتجزأ من جهود تحقيق السلام في اليمن، مشددًا على أهمية الحفاظ على زخم الجهود الدولية لدعم المؤسسات الوطنية وتعزيز قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية.
من جانبه، أكد محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت بن ماضي أهمية الدعم الدولي لتعزيز الأمن في المحافظة. وأشار إلى أن استقرار حضرموت يعني استقرار اليمن ككل، خاصة في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه البلاد.
وعبّر بن ماضي عن شكره لمواقف الولايات المتحدة وقيادتها للتحالف العربي، مؤكدًا أن هذه التدخلات تأتي في إطار الحفاظ على الأمن ومساعي تحقيق التسوية السياسية الشاملة.
دعوة للشراكة في السلطة والثروة
وفيما يتعلق بالاحتجاجات القبلية التي تشهدها حضرموت، أكد المحافظ بن ماضي أن السلطة المحلية تعمل على الاستماع لمطالب المواطنين والقبائل، مشيرًا إلى أن تحقيق الشراكة العادلة في السلطة والثروة يُعد أحد المطالب الرئيسية التي تسعى المحافظة إلى معالجتها بالتعاون مع الحكومة المركزية. ودعا إلى الحوار البنّاء كوسيلة أساسية لحل الخلافات وتعزيز الوحدة الوطنية.
التزام دولي مستمر
يُبرز هذا التحرك الأمريكي التزام المجتمع الدولي بدعم استقرار اليمن، خاصة في ظل الأزمات المتتالية التي تشهدها البلاد.
وتؤكد تصريحات السفير فاجن على أن الولايات المتحدة تنظر إلى حضرموت كجزء أساسي من الحل السياسي للأزمة اليمنية، وأن تحقيق الاستقرار فيها سيشكل خطوة كبيرة نحو تحقيق السلام في اليمن بأكمله.
تأتي هذه التطورات في ظل تزايد الضغوط الشعبية والمطالب القبلية التي تدعو إلى تحقيق إصلاحات شاملة في إدارة المحافظة.
ومع ذلك، فإن التحركات الدولية والإقليمية تبعث برسالة واضحة بأن حضرموت ستظل في صدارة الأولويات لتحقيق الاستقرار والأمن في اليمن، بما يخدم مصالح الشعب اليمني ويحفظ وحدته الوطنية.