الأربعاء 16 أبريل 2025 05:25 مـ 18 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

خطة انسحاب أميركية تقلق المنطقة.. هل تترك سوريا وحدها؟

الأربعاء 16 أبريل 2025 10:56 صـ 18 شوال 1446 هـ
الانسحاب الأميركي من سوريا
الانسحاب الأميركي من سوريا

في تطور جديد ومثير للجدل، كشفت تقارير أمريكية عن خطة تهدف إلى تقليص عدد القوات الأميركية المنتشرة داخل الأراضي السورية إلى نحو ألف جندي فقط. هذه الخطوة المفاجئة تأتي وسط ضبابية سياسية وأمنية، حيث ذكرت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين أن هذه الخطة، التي قد تدخل حيز التنفيذ خلال الأسابيع المقبلة، تمثل تحولاً في الاستراتيجية العسكرية لواشنطن في الشرق الأوسط، رغم عدم وجود تأكيد نهائي بشأن حجم الخفض.

صمت في دمشق وتحرك في تل أبيب

ما أثار الجدل فعليًا لم يكن فقط خطة الانسحاب، بل توقيت الكشف عنها، حيث جرى إبلاغ الحكومة الإسرائيلية بهذه النية قبل الإعلان الرسمي. أحد المسؤولين الأميركيين ألمح إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار إعادة تنظيم القوات وليس الانسحاب الكامل، غير أن مراقبين يرون أن تقليص القوات بهذا الشكل قد يفتح الباب أمام قوى إقليمية مثل تركيا لتعزيز نفوذها داخل الأراضي السورية، وهو ما يخشاه المسؤولون في تل أبيب.

تعزيزات أميركية متزامنة... ورسائل مشوشة

في وقت يتم الحديث فيه عن خفض القوات، قامت واشنطن بإرسال طائرات حربية متطورة من طراز "بي-2" إضافة إلى سفن عسكرية وأنظمة دفاع جوي نحو الشرق الأوسط، في خطوة تبدو متناقضة مع نية تقليص التواجد البري في سوريا. كما بدأ وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، مراجعة شاملة للانتشار العسكري الأميركي حول العالم، في خطوة تهدف لإعادة ضبط التوازن العسكري الدولي.

قلق إسرائيلي وتحذير من تمدد تركي

مصدر إسرائيلي أعرب عن قلق بلاده من هذه التحركات، مؤكداً أن تقليص الحضور الأميركي قد يدفع تركيا إلى التمدد داخل الأراضي السورية، وهو ما قد يُدخل المنطقة في صراع جديد على النفوذ. إسرائيل تنظر إلى سوريا على أنها ساحة حساسة في توازن القوى الإقليمي، وأي خلل فيها قد يؤثر بشكل مباشر على أمنها القومي.

قواعد متعددة ومهمة مستمرة ضد داعش

حتى الآن، تنتشر القوات الأميركية في عدد من القواعد داخل الشمال الشرقي من سوريا، ويقدّر عدد الجنود بحوالي ألفي عنصر يعملون بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية، في مهمة مستمرة لمنع عودة تنظيم داعش. ورغم تراجع التنظيم منذ عام 2014، فإن الخطر لا يزال قائماً، ما يجعل أي خفض في عدد القوات يطرح علامات استفهام كبيرة حول مستقبل الاستقرار في هذه المنطقة المضطربة.