من بدلة الحرب إلى بدلة الرقص.. محمد رمضان بين دعوة القتال من أجل غزة وظهوره ”المخنث” في أمريكا (فيديو)

تناقضات على المسرح والجبهة.. من نصرة غزة إلى مهرجان كوتشيلا .. أثار الفنان محمد رمضان خلال الأيام الماضية حالة من الجدل الحاد، بعد ظهوره في مهرجان "وادي كوتشيلا" الأمريكي وهو يرتدي بدلة أشبه ببدلة رقص شرقي نسائية، ما فتح الباب واسعًا أمام موجة انتقادات غير مسبوقة.
لكن اللافت في الأمر، أن هذه الإطلالة جاءت بعد أسابيع قليلة فقط من تصريحات نارية للفنان ذاته، دعا فيها الجيش المصري إلى التدخل العسكري في قطاع غزة لنصرة الفلسطينيين ضد العدوان الإسرائيلي، وبين التصريح والرقصة، وجد كثير من المتابعين أنفسهم أمام مفارقة صادمة، تستحق التوقف والتحليل.
رمضان يدعو للقتال في غزة: "لو طلبوني هكون أول واحد"
في إحدى مقابلاته التلفزيونية السابقة، تحدث محمد رمضان بحماسة عن الأوضاع في غزة، معربًا عن دعمه الكامل للفلسطينيين، وموجهًا رسالة إلى الدولة المصرية والجيش:
"أنا أول واحد هكون على الجبهة لو استدعت الدولة رجالة مصر للحرب"، مؤكدًا استعداده للتخلي عن الفن والمال من أجل "نصرة الحق"، حسب تعبيره.
هذه الرسالة الوطنية تلقاها الجمهور بتقدير نسبي، واعتبرها البعض انعكاسًا لروح التضامن العربي، بل وتم تداول المقطع على نطاق واسع كنوع من إبراز الوعي القومي لدى أحد أبرز نجوم الفن المصري.
مهرجان كوتشيلا.. صدمة البدلة اللامعة
غير أن هذه الصورة "الوطنية" سرعان ما انقلبت إلى نقيضها، حين صعد رمضان إلى خشبة المسرح في مهرجان "كوتشيلا" بالولايات المتحدة، مرتديًا بدلة تشبه ملابس الرقص الشرقي، مصحوبة بحركات استعراضية وظهور صاخب.
ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي لم تتأخر، حيث عبّر الآلاف عن غضبهم، متسائلين كيف لمن يدّعي الجاهزية للقتال من أجل غزة، أن يظهر بهذا الشكل "المسيء"، حسب وصفهم، في مهرجان عالمي يمثل فيه مصر.
كتب أحد المعلقين: "رمضان رايح كوتشيلا يرقص ببدلة حريمي باسم مصر، ولسه من أسبوع بيقول هينزل الجبهة!"، بينما علق آخر: "إما أنك ممثل وتلعب أدوارًا في كل مكان، أو أن هناك انفصالًا كاملًا بين الكلام والفعل!"، وقال آخر: "من بدلة الحرب للدفاع عن أهل غزة ونصرتهم لبدلة الرقص في أمريكا ما هذا المخنث؟!".
الجمهور في حيرة.. موقف أم تناقض؟
الازدواجية في مواقف محمد رمضان وضعت جمهوره في مأزق. فمن جهة، يتحدث باسم الوطنية ويستحضر رمزية الجندية والوقوف في الخنادق، ومن جهة أخرى، يقدّم صورة مغايرة تمامًا على المسرح، تُفسر على أنها استفزازية أو حتى مسيئة للهوية المصرية كما وصفها كثيرون.
هل ما قاله رمضان عن غزة كان موقفًا حقيقيًا نابعًا من قناعة؟ أم أنه مجرد تصريح عابر يتناسب مع لحظته العاطفية؟ وهل ظهوره الأخير يعكس انفصامًا فنيًا بين شخصيته "الفنان" و"الإنسان"؟ أم أنه لا يرى في ما يقدمه أي تعارض مع مواقفه السياسية والاجتماعية؟
الفن والهوية.. أين تقف المسؤولية؟
تكشف هذه الواقعة عن جدلية مستمرة في الوسط الفني المصري، تتعلق بدور الفنان في التعبير عن قضايا الأمة، فحين يقدّم محمد رمضان نفسه كممثل لـ"قوة مصر"، ثم يظهر في الخارج بشكل قد يُفهم على أنه مسيء للهوية المصرية، يصبح السؤال ملحًا:
هل هناك حدود لحرية الفنان؟ وهل من حقه تمثيل مصر في مهرجانات عالمية دون ضوابط شكلية أو رمزية؟
الجمهور المصري، بطبيعته المحافظة، يرى أن الفنان لا يمثل نفسه فقط، بل يمثل الوطن بأكمله، وهو ما يفرض عليه -وفقًا للبعض- احترام الرمزية الثقافية والهوية الوطنية حتى خارج الحدود.
ما بين السيف والبدلة.. رمضان يواجه نفسه
في النهاية، تبقى صورة محمد رمضان حائرة بين صورتين: الأولى، فنان وطني يطالب بالجهاد والدفاع عن غزة، والثانية، نجم استعراضي يثير الجدل بملابسه وحركاته في مهرجانات الغرب، وبين الصورتين، يظل الجمهور المصري والعربي منقسمًا: فهل يرونه "فنان الشعب"، أم "ظاهرة تبحث عن الأضواء بأي ثمن"؟
محمد رمضان، محمد رمضان غزة، بدلة رقص شرقي، مهرجان كوتشيلا، محمد رمضان في أمريكا، تصريحات محمد رمضان، محمد رمضان والجيش المصري، نصرة غزة، الفنان محمد رمضان، بدلة رقص نسائية، جدل محمد رمضان، كوتشيلا 2024، حفلات محمد رمضان، ازدواجية المواقف، الرقص في أمريكا، الدعم لفلسطين، الجيش المصري، أزمة محمد رمضان، مهرجان أمريكي، السوشيال ميديا ومحمد رمضان