تعليق سعودي حازم وحاسم يقهر الانتقالي ويفرح كل أبناء حضرموت

الأبطال والشجعان من أبناء حضرموت لم يعودوا يحتملون ما يجري لمحافظتهم الحبيبة، وأصبح السكوت جريمة لا تغتفر، لذلك فقد شكّل اللقاء الشعبي الحاشد الذي شهدته المحافظة، يوم أمس، محطة فارقة في التعبير عن تطلعات أبناء المحافظة وهويتهم الحضرمية، ووالله انه لشيء مؤلم وغير منطقي أن يكون أبناء هذه المحافظات قد أسهموا بشكل فاعل ومؤثر في بناء الكثير من الدول، خاصة دول شرق آسيا، بل وتجاوزت مشاركة الحضارم في تلك الدول كل الحدود حتى صار منهم رؤساء ورؤساء وزراء لتلك البلدان، ورغم وصولهم إلى تلك المناصب الرفيعة وتوليهم دفة أمور القيادة السياسية والاقتصادية، إلا انهم ظلوا فخورين بهويتهم الحضرمية، فلم يبدلوها، أو يغيروها، وهذا هو الوفاء بعينه.
القدرة الفائقة لأبناء حضرموت على البناء والتطوير بشكل فاعل في أي مجتمع يعيشون فيه معروفة للجميع، ولا يستطيع أحد أن ينكرها، ولعل سائل يسأل كيف استطاع الحضارم بناء العديد من الدول التي هاجروا إليها، وساهموا بشكل فاعل ومؤثر بتطوير وتنمية تلك البلدان بينما فشلوا وعجزوا في بناء محافظتهم وجعلها من أفضل المحافظات، وتحقيق التنمية وتوفير الحياة الكريمة لكل أبناء المحافظة؟
الجواب بسيط ، وإذا عرف السبب بطل العجب ، ذلك إن أبناء هذه المحافظة من كل الأطياف حرموا من القيام بدورهم، وجاءت إلى المحافظة أطراف أخرى لتكون الوصية عليهم وكأنهم أطفال قصر غير قادرين على تسيير أمورهم، والكارثة إن هؤلاء الأوصياء الذين قدموا من الشمال والجنوب والشرق والغرب فشلوا في عمل أي شيء للمحافظة أو لأبنائها، ولأنهم لصوص يسعون في الأرض فسادا، وكل تفكيرهم محصور بجمع المال سواء من حلال أو حرام، فقد تمكنوا وعلى مدى سنوات طوال من نهب وسرقة هذه المحافظة الثرية التي تمتلك من الثروات ما يجعل أبنائها يعيشون في النعيم، لكن أولئك الذين يدعون الوصاية على أبناء حضرموت، سرقوا كل شيء وتركوا أبناء حضرموت يعانون الأمرين ويفتقدون أبسط مقومات الحياة، وهذا شيء يقهر القلب ويبكي العين ان ترى اللصوص ينهبون خيراتك، ويتركون أبنائك يتضورون جوعا، لكن انتهى هذا الأمر وقرر أبناء حضرموت ان يتولوا شؤونهم بأنفسهم ويرفضون كل دخيل قريبا كان أم بعيدا، فكما يقولون " أهل مكة أدرى بشعابها"
كيف يمكن لعاقل أن يصدق إن يأتي شخص أو أشخاص او جهات لهذه المحافظة التي هي درة المحافظات اليمنية ليكون وصيا على أبنائها، وهم الذين يمتلكون الإمكانيات الهائلة والقدرات الجبارة والعقليات التجارية الفريدة، سواء في الاقتصاد او السياسة او التجارة وكل المتطلبات لتوفير حياة كريمة لأبناء هذه المحافظة، وقد اثبتوا ذلك لكل من يشكك في قدراتهم، فكانت مساهماتهم الجبارة في الدول التي هاجروا إليها خير دليل بأنهم متى ما تركت لهم الفرصة فسوف يبهرون العالم ويثيرون ذهوله بقدراتهم الهائلة وتفكيرهم العميق لمواجهة الصعاب مهما كانت والتغلب عليها، وتحقيق كل الطموحات والآمال.
وأنا هنا أضم صوتي إلى صوت زميل المهنة الصحفي السعودي المعروف " علي العريشي" الذي عبر عن موقفه بقوة وبكل شجاعة، وعلق على الحشود الهائلة التي شهدتها محافظة حضرموت، وطالب بأن تكون حضرموت لأبنائها وليس لأي طرف أخر ، مؤكدا أنهم قادرين على بنائها وجعلها مفخرة - ليس فقط للحضارم – بل ولكل أبناء اليمن، وفي هذا السياق يقول الصحفي السعودي الشجاع في تغريدة له على منصة "إكس" (( الأرض لأبنائها، والكلمة الأولى والأخيرة في حضرموت هي للحضارم فقط)).
في اعتقادي الشخصي إن من يعارض هذا التوجه لأبناء حضرموت الشجعان لا يريد خيرا لا للمحافظة ولا لأبنائها، فهم لا يحتاجون لمن يفرض الوصاية عليهم، وهم قادرين على القيام بكل الأعباء، وعلى كل عاقل أن يقف إلى جانب الأبطال من أبناء هذه المحافظة، وصدقوني إذا أتيحت للحضارم الفرصة فلن تمضي سوى أعوام قليلة لتصبح بعدها حضرموت النموذج الرائع والنبراس الذي تهتدي به بقية المحافظات اليمنية، فأبطال حضرموت سيوفرون لأبنائها ولكل من يعيشون على أرضهم الحياة الكريمة في ظل النظام والقانون، الذي يعرف كل أبناء اليمن شمالا وجنوبا إن الحضارم هم نموذج مثالي للإلتزام بالأنظمة والقوانين ولا يسعون لخرقها، بل يلتزمون بها لأنهم ببساطة يدركون أنها تحقق لهم الصالح العام، ونسأل الله الفلاح والنجاح والتوفيق لكل الأبطال والشجعان من أبناء حضرموت ولكل أبناء المحافظات اليمنية شمالا وجنوبا.