دعوات دولية لرفع العقوبات عن سوريا وسط تحركات دبلوماسية مكثفة

شهد منتدى أنطاليا الدبلوماسي في تركيا تحركات دبلوماسية نشطة ومطالبات متصاعدة لرفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا، مع تسليط الضوء على أهمية دعم حكومة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع في مهمتها الصعبة لإعادة بناء البلاد. وخلال جلسة حملت عنوان "سوريا: إعادة الإعمار والمصالحة"، شدد مشاركون دوليون على أن سوريا بحاجة ماسة إلى دعم اقتصادي وسياسي عاجل، في ظل ما تواجهه من تحديات إنسانية وأمنية هائلة.
بيدرسون ينتقد العقوبات والهجمات الإسرائيلية ويؤكد: سوريا مدمرة وتحتاج العون
أبرز المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، خلال الجلسة، أهمية التكاتف الدولي مع دمشق، داعياً إلى إنهاء العقوبات التي تعيق مسار إعادة الإعمار. كما انتقد بشدة الغارات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، محملاً الولايات المتحدة مسؤولية دعم تلك الاعتداءات. وأكد أن سوريا لا يمكن أن تنجح في استعادة استقرارها بدون دعم مباشر من المجتمع الدولي، لافتاً إلى أن الحكومة الجديدة ورثت دولة شبه منهارة.
تركيا تدعم الاستقرار وتتهم إسرائيل بتأجيج الفوضى
ومن جانبه، أكد نائب وزير الخارجية التركي، نوح يلماظ، خلال كلمته، أن بلاده تقف إلى جانب سوريا في سعيها لتحقيق الأمن والاستقلال الذاتي، مشيراً إلى اجتماع إقليمي عقد مؤخراً في عمّان بين خمس دول مجاورة لسوريا، لمناقشة الوضع الإقليمي والدفع نحو حلول شاملة. واتهم يلماظ إسرائيل باتباع سياسة توسعية تعتمد على نشر الفوضى في المنطقة، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً لأمن السوريين.
الأمم المتحدة: السوريون بحاجة للطعام قبل أي شيء
كارل سكاو، نائب مدير برنامج الأغذية العالمي، رسم صورة مأساوية للوضع الإنساني، مؤكداً أن سوريا تقف على مفترق طرق حاسم، وأن المواطنين يعانون للحصول على أبسط مقومات الحياة. وأوضح أن البرنامج يقدم المساعدات لـ1.5 مليون سوري، لكنه شدد على أن الاحتياجات تتجاوز القدرات الحالية، وأنه لا يمكن الحديث عن استقرار دون تأمين الغذاء أولاً.
أردوغان يتعهد بدعم سوريا ويبحث تعزيز التعاون الثنائي
في سياق متصل، عقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اجتماعاً مع الرئيس السوري أحمد الشرع على هامش المنتدى، حيث ناقشا سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والطاقة. وجدد إردوغان موقف بلاده الرافض لمحاولات زعزعة الاستقرار في سوريا، خاصة في مناطق الساحل، مشدداً على أن تركيا ستواصل جهودها لرفع العقوبات عن دمشق عبر القنوات الدبلوماسية، وأنها مستعدة لتوسيع شراكاتها مع سوريا في مختلف القطاعات.