الحوثيون والضربات الأمريكية.. التكتم يخفي الخسائر وتأثيرها الاستراتيجي قيد التقييم

أثار الكاتب الصحفي اليمني أحمد الشلفي، في منشور عبر حائط صفحته الرسمية على منصة "إكس"، تساؤلات حول تداعيات الضربات الجوية التي نفذتها القوات الأمريكية ضد جماعة الحوثي منذ 13 مارس الماضي، مؤكداً أن التكتم الذي تنتهجه الجماعة بشأن خسائرها لا يعني بالضرورة أنها خرجت من هذه الهجمات سالمة.
وقال الشلفي إن التعتيم الإعلامي المعتاد من قبل الحوثيين لا يمكن أن يلغي الواقع القائل بأن الجماعة تعرضت لأضرار حقيقية نتيجة تلك الضربات.
وأفاد المصدر السياسي الخاص للشلفي بأن بعض القيادات الحوثية قد سقطت فعلاً خلال الهجمات، واصفاً بعض الضربات بـ"الدقيقة والمؤثرة". ومع ذلك، أشار إلى أن الحديث الأمريكي عن "نجاح" هذه الضربات يتطلب تمييزاً دقيقاً بين النجاح التكتيكي والنجاح الاستراتيجي.
التكتم الحوثي: هل يخفي الحقيقة؟
ذكر الشلفي أن القدرة المعهودة للحوثيين على احتواء المعلومات واستغلالها لصالحهم لا تعني بالضرورة أن الأضرار الناجمة عن الضربات الجوية كانت هامشية أو غير مؤثرة. وأوضح قائلاً: "العقل والمنطق يقولان إن قصفاً بهذا الحجم لا يمرّ دون خسائر حقيقية." وأشار إلى أن التكتم ليس أكثر من استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على معنويات الجماعة وقاعدتها الشعبية، لكنه لا يستطيع إخفاء الحقائق على المدى الطويل.
وأضاف: "عندما يتحدث الأمريكيون عن نجاح عملياتهم، يجب أن ندرك أن هذا النجاح قد يكون مؤقتاً ومحدوداً، ولا يؤثر بالضرورة على البنية العميقة للجماعة." وأكد أن مثل هذه الجماعات المسلحة تحتاج إلى ضربات متكررة وموجهة بدقة، تستهدف قياداتها العليا ومراكز القرار لديها، لتكون لها تأثيرات استراتيجية واضحة.
نقطتان محوريتان لتقييم الأثر
ركز الشلفي في تحليله على نقطتين أساسيتين يجب الوقوف عندهما عند تقييم أثر الضربات الأمريكية:
-
التكتم الحوثي وإخفاء الخسائر:
رغم نجاح الجماعة حتى الآن في احتواء المعلومة وإخفاء حجم الخسائر، فإن ذلك لا يعني أن الضربات لم تكن عنيفة وقوية. فالعقلانية تفرض الاعتراف بأن أي عملية قصف بهذا الحجم لا يمكن أن تمر دون آثار مدمرة. -
التقييم طويل الأمد للأثر الاستراتيجي:
أكد الشلفي أن النتائج الحقيقية لأي حملة عسكرية لا يمكن قياسها بشكل فوري. وشدد على أن الجماعات مثل الحوثيين لا تعترف بخسائرها بسرعة، بل تسعى لإخفائها أو تقليل أهميتها. وبالتالي، فإن الأثر الاستراتيجي لهذه الضربات سيتضح فقط على المدى الطويل، وليس بعد أيام أو أسابيع.
نتائج غير مؤكدة: الحاجة إلى الوقت والمراقبة
اختتم الشلفي منشوره بالإشارة إلى أن التقييم الدقيق لفعالية الضربات الأمريكية يتطلب المزيد من الوقت والمراقبة الدقيقة لتطورات الصراع في اليمن.
وقال: "يجب أن ننظر إلى مسار الصراع ككل، ونتابع تفاعلاته السياسية والعسكرية، سواء داخلياً أو خارجياً، لفهم حجم التأثير الحقيقي لهذه الهجمات."
خلفية الضربات الأمريكية
الضربات الجوية التي بدأت في 13 مارس الماضي جاءت رداً على هجمات الحوثيين المستمرة على السفن التجارية في البحر الأحمر، والتي استهدفت حرية الملاحة الدولية.
وقد وصفت واشنطن هذه العمليات بأنها "ناجحة"، لكنها لم تقدم تفاصيل دقيقة حول حجم الأضرار أو الأهداف التي تم تحقيقها.
مستقبل الصراع
مع استمرار التوتر بين الحوثيين والولايات المتحدة، يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كانت الضربات الجوية ستؤدي إلى تغيير حقيقي في موازين القوى على الأرض، أم أنها ستظل مجرد حلول تكتيكية مؤقتة.
وفي ظل التكتم الحوثي المعتاد، يبدو أن الإجابة لن تكون متاحة إلا بعد فترة طويلة من المتابعة والمراقبة.