الحوثيون يفرجون عن الدبلوماسي اليمني أكرم الأكحلي بعد أشهر من الاعتقال

أفرجت جماعة الحوثي، اليوم، عن الموظف اليمني أكرم الأكحلي، كبير مسؤولي سياسات التنمية الدولية في سفارة مملكة هولندا لدى اليمن، وذلك بعد اعتقال دام لأكثر من ثلاثة أشهر. وكان الأكحلي قد تعرض للاعتقال في يونيو 2024 إثر مداهمة منزله الكائن في شارع إيران بمنطقة حدة في العاصمة صنعاء، في خطوة أثارت انتقادات واسعة داخل اليمن وخارجه.
ورغم الإفراج عنه، لم تقدم الجماعة أي تفاصيل رسمية حول أسباب الاعتقال أو مضمون التحقيقات التي خضع لها الأكحلي خلال فترة احتجازه. كما لم توضح ما إذا كان هناك شروط معينة مرتبطة بالإفراج عنه، مثل قيود على تحركاته أو التزامات قانونية مستقبلية.
الواقعة وأبعادها الدولية
الحادثة أثارت منذ بدايتها قلقاً دولياً واسعاً، حيث عبّرت العديد من المنظمات الدولية والسفارات الغربية عن استيائها من استهداف العاملين في السلك الدبلوماسي أو المنظمات الدولية في اليمن. واعتبرت هذه الواقعة مؤشراً على تصاعد المخاطر التي تواجه العاملين في المجال الإنساني والدبلوماسي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
أكرم الأكحلي، الذي يشغل منصباً حيوياً في سفارة هولندا، يُعرف بعمله في مجال التنمية الدولية وتقديم الاستشارات المتعلقة بالسياسات التنموية. ويشكل دوره جزءاً أساسياً من الجهود الدبلوماسية والإنسانية التي تبذلها السفارة الهولندية لدعم اليمنيين في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تشهدها البلاد.
ردود الفعل الدولية والمحلية
عقب اعتقال الأكحلي، أصدرت سفارة مملكة هولندا بياناً طالبت فيه بالإفراج الفوري عنه، مشددة على ضرورة احترام القوانين الدولية التي تحمي الدبلوماسيين والعاملين في المنظمات الدولية. كما أعربت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية عن قلقها البالغ بشأن الحادثة، محذرة من أن مثل هذه التصرفات قد تؤدي إلى تقويض الجهود الإنسانية في اليمن.
على المستوى المحلي، ندد ناشطون يمنيون وشخصيات حقوقية باعتقال الأكحلي، معتبرين أن هذا التصرف يعكس استراتيجية متزايدة من قبل الحوثيين لاستهداف النخب السياسية والدبلوماسية بهدف تعزيز قبضتهم الأمنية على المناطق التي يسيطرون عليها.
دوافع الاعتقال الغامضة
حتى الآن، لم تتضح الدوافع الحقيقية وراء اعتقال الأكحلي. وتشير بعض المصادر إلى أن الاعتقال قد يكون مرتبطاً بمحاولة الضغط على المجتمع الدولي أو التأثير على الخطوات الدبلوماسية التي تتخذها بعض الدول الغربية بشأن الأزمة اليمنية. بينما تشير مصادر أخرى إلى أن الاعتقال قد يكون نتيجة حالة من التشدد الأمني المتزايد الذي تمارسه الجماعة ضد الشخصيات التي تعتقد أنها قد تكون قريبة من الجهات الدولية أو المعارضة لها.
أهمية الإفراج وتأثيره المستقبلي
يُعد الإفراج عن الأكحلي خطوة إيجابية، لكنه لا يزال غير كافٍ لتخفيف المخاوف بشأن حرية العمل الإنساني والدبلوماسي في اليمن. ويؤكد محللون أن استمرار مثل هذه الحوادث قد يؤدي إلى تقليص الجهود الدولية الرامية إلى تقديم المساعدات الإنسانية وإيجاد حلول سياسية للأزمة اليمنية.
وفي الوقت نفسه، يبقى السؤال مطروحاً حول ما إذا كانت جماعة الحوثي ستتخذ خطوات إضافية لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً، وما إذا كانت ستلتزم بمبدأ احترام القوانين الدولية التي تحمي العاملين في المجال الإنساني والدبلوماسي.
دعوة للتكاتف الدولي
في ظل استمرار الأزمة اليمنية، يدعو المراقبون إلى تكاتف الجهود الدولية للضغط على جميع الأطراف المعنية من أجل ضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني والدبلوماسي، واحترام القوانين الدولية التي تهدف إلى حمايتهم.
كما يشددون على أهمية العمل المشترك لإنهاء الحرب في اليمن وتحقيق السلام المستدام الذي يعيد الأمل للملايين من المدنيين الذين يعانون منذ سنوات.