• الرئيسية
• المشهد اليمني

وصلت اليوم الخميس، إلى مدينة الخوخة بمحافظة الحديدة، المعدات الخاصة بمحطة كهرباء الطاقة الشمسية بقدرة 10 ميجاوات، والممولة بالكامل من دولة الإمارات العربية المتحدة.

يأتي هذا المشروع ليُضاف إلى سلسلة المشاريع التنموية التي تدعم البنية التحتية للطاقة في اليمن وتسهم في تقديم حلول مستدامة لتحديات الكهرباء التي تعاني منها البلاد منذ سنوات طويلة.

مشروع استراتيجي يعزز الطاقة المتجددة

تُعتبر محطة الطاقة الشمسية في الخوخة خامس مشروع متجدد يتم إنشاؤه بتمويل كامل من دولة الإمارات، حيث تسعى أبوظبي لتعزيز ثقافة استخدام الطاقة النظيفة والمستدامة في المحافظات المحررة.

ويهدف المشروع إلى معالجة أزمة الكهرباء المزمنة في اليمن، والتي تفاقمت بسبب الحرب المستمرة منذ نحو عقد من الزمن، مما أثّر بشكل كبير على حياة المواطنين وعجلة التنمية الاقتصادية.

وأكدت السلطة المحلية في محافظة الحديدة أن "وصول المعدات الخاصة بالمحطة جاء على متن 26 مقطورة، وسط احتفاء كبير من المواطنين"، مشيرة إلى أن المشروع سيُنفذ تحت رعاية نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، طارق صالح، وبتمويل كامل من دولة الإمارات.

وأعرب وكيل أول محافظة الحديدة، وليد القديمي، عن شكره العميق لنائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ولدولة الإمارات قيادةً وحكومةً وشعبًا، على ما وصفه بـ"الجهود الإنسانية والتنموية الكبيرة التي تقدمها الإمارات لدعم الشعب اليمني".

مشاريع إماراتية سابقة في مجال الطاقة المتجددة

يأتي هذا المشروع بعد تنفيذ الإمارات لأربع محطات أخرى تعمل بالطاقة الشمسية في محافظات محررة مختلفة، وهي:

• محطة عدن: بقدرة توليد تصل إلى 120 ميجاوات.
• محطتا المخا: الأولى بقدرة 15 ميجاوات، والثانية بقدرة 40 ميجاوات.
• محطة شبوة: بقدرة توليد تبلغ 53 ميجاوات.

وتم تزويد بعض هذه المحطات بأنظمة تخزين ليلي ومحطات تحويلية لتلبية احتياجات المواطنين على مدار الساعة. وتُعد هذه المحطات من بين أهم الإنجازات التي ساهمت في تحسين واقع الكهرباء في المناطق التي تم تنفيذها بها، وأصبحت نموذجًا يُحتذى به في تعزيز ثقافة الطاقة المتجددة في اليمن.

انعكاسات المشروع على حياة المواطنين

وفقًا للمسؤولين اليمنيين، فإن محطات الطاقة الشمسية التي تنفذ للمرة الأولى في البلاد تُعتبر "بصمة فارقة" تركتها الإمارات في مجال الطاقة المتجددة، وتمثل قصص نجاح يمكن البناء عليها في المستقبل.

وأشاروا إلى أن هذه المشاريع تسهم بشكل مباشر في تحسين جودة الحياة للمواطنين، حيث تساهم في إنهاء مشكلات انقطاع الكهرباء المتكرر الذي طالما أرهق السكان وأثر على مختلف القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والاقتصاد.

رسالة إنسانية من الإمارات إلى الشعب اليمني

تؤكد هذه الخطوة التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم الدعم الإنساني والتنموي للشعب اليمني، وخاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد نتيجة الحرب المستمرة.

ويشير الخبراء إلى أن استثمارات الإمارات في مشاريع الطاقة المتجددة لا تقتصر فقط على توفير الكهرباء، بل تمتد إلى تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المناطق المستهدفة.

وفي تصريحاته، أكد المسؤولون المحليون أن هذه الجهود تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية بين اليمن والإمارات، والتي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وإعادة بناء ما دمرته الحرب.

كما أشادوا بالدور الإماراتي في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية، معتبرين أن هذه المشاريع تعكس مدى التزام الإمارات بدعم الشعب اليمني في مختلف المجالات.

مستقبل الطاقة المتجددة في اليمن

مع تنفيذ المزيد من المشاريع المماثلة في مختلف المحافظات اليمنية، يتوقع الخبراء أن تشهد البلاد تحولًا كبيرًا في هيكلية الطاقة، خاصة مع زيادة الاعتماد على المصادر المتجددة كبديل مستدام وميسور التكلفة مقارنة بمصادر الطاقة التقليدية.

وستكون هذه المشاريع بمثابة نموذج يُحتذى به لدول أخرى في المنطقة، حيث تجمع بين التنمية المستدامة وتحقيق الأمن الطاقي.

ختامًا، يُعد مشروع محطة الطاقة الشمسية في الخوخة خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والتنمية في اليمن، وهو ما يعكس التعاون الوثيق بين الحكومة اليمنية ودولة الإمارات العربية المتحدة لتحسين حياة المواطنين وفتح آفاق جديدة للتنمية المستدامة في البلاد.