الثلاثاء 15 أبريل 2025 08:51 صـ 17 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

تصاعد ناري في الحرب التجارية بين أمريكا والصين

الخميس 10 أبريل 2025 04:10 مـ 12 شوال 1446 هـ
الحرب التجارية بين أمريكا والصين
الحرب التجارية بين أمريكا والصين

في تصعيد غير مسبوق بين أكبر اقتصادين في العالم، فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية وصلت إلى 104% على واردات الصين، ما أعاد إشعال فتيل الحرب التجارية. صحيفة "الجارديان" البريطانية نشرت تقريرًا موسعًا أكدت فيه أن الصين لم تُفاجأ بهذه الخطوة، بل كانت مستعدة لها منذ اندلاع الأزمة الأولى عام 2018. بكين، التي نجحت خلال السنوات الماضية في تنويع شركائها التجاريين وتقليل اعتمادها على واشنطن، تجهزت لخوض معركة طويلة الأمد، فيما تبدو أمريكا الأكثر تأثرًا اقتصاديًا.

بكين ترفض التراجع وتتوعد بإجراءات موجعة

وزارة الخارجية الصينية أكدت عبر المتحدث لين شيان أن "الصين لن تتراجع أبدًا في مواجهة التحديات"، بينما أعلنت وزارة التجارة أن البلاد "ستقاتل حتى النهاية" إن استمرت واشنطن في تصعيدها. وفي المقابل، فرضت الصين تعريفات انتقامية بنسبة 34% على واردات أمريكية، وأطلقت حملة كلامية حادة ضد السياسات الأمريكية، ما يُنذر بانزلاق العلاقات نحو منحدر خطير. التحليلات تشير إلى أن بكين تسعى الآن لاستغلال نقاط ضعف واشنطن، خاصة اعتمادها الكبير على المنتجات الصينية الاستهلاكية.

المواطن الأمريكي في قلب العاصفة الاقتصادية

التعريفات الجديدة بدأت بالفعل في التأثير على السوق الأمريكية. وفقًا لتوقعات شركة "روزنبلات للأوراق المالية"، فإن سعر أرخص هواتف آيفون قد يقفز من 799 إلى 1142 دولارًا، وهو ما يُنذر بارتفاعات كبيرة في أسعار الأجهزة الإلكترونية والسلع الأساسية. وفي الوقت نفسه، ترى الخبيرة الاقتصادية ديانا تشويليفا أن تحميل الصين مسؤولية هذه الارتفاعات غير واقعي، مؤكدة أن التراجع أمام ترامب غير مقبول سياسيًا بالنسبة للقيادة الصينية.

الصين تُلوح بردود استراتيجية خارج إطار التجارة

لم تكتفِ الصين بالردود الجمركية، بل أشارت تقارير إلى نيتها اتخاذ إجراءات تصعيدية أخرى تشمل تعليق التعاون في ملف الفنتانيل، والتحقيق في انتهاكات حقوق الملكية الفكرية الأمريكية، وصولًا إلى فرض قيود على عرض أفلام هوليوود في السوق الصينية. وذكّرت الصحيفة البريطانية بأن الصين استخدمت في السابق أسلوب المقاطعات الشعبية، كما حدث مع متاجر "لوتي" الكورية عام 2017، ما تسبب في إغلاق نصف فروعها داخل الصين.

العلاقات الأمريكية الصينية عند نقطة اللاعودة

المحلل الصيني بيل بيشوب وصف المرحلة الحالية بأنها الأخطر في تاريخ العلاقات بين بكين وواشنطن. وكتب في نشرته الإخبارية: "لم أشعر يومًا بهذا القدر من التشاؤم تجاه مسار العلاقات بين البلدين"، مضيفًا أن "الاقتصاد هو العمود الفقري لهذه العلاقة، ومع انهياره، سنشهد توترًا أوسع في المجالات السياسية والدبلوماسية والعسكرية". وفي المقابل، تواصل إدارة ترامب هجومها، مقللة من شأن قوة الصين، فيما تؤكد المؤشرات أن بكين لا تنوي التراجع بسهولة.