الأربعاء 16 أبريل 2025 09:39 مـ 18 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

مقتل شاب في العقد الثالث من عمره بانفجار لغم حوثي جنوب الحديدة

الخميس 10 أبريل 2025 02:32 صـ 12 شوال 1446 هـ
الغام
الغام

أعلنت مصادر طبية وصحافية في محافظة الحديدة، غربي اليمن، وفاة شاب يبلغ من العمر 28 عاماً، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات مليشيا الحوثي الإرهابية، في منطقة الروية جنوب مديرية التحيتا.

الحادثة التي وقعت فجر اليوم، تُعدّ واحدة من سلسلة الجرائم التي تسببت بها الألغام الحوثية، والتي لا تزال تحصد أرواح المدنيين في المحافظة.

تفاصيل الحادثة

بحسب المصادر الصحية، فإن الضحية، المواطن (عمر علي صايغ)، كان يقود دراجته النارية أثناء توجهه إلى عمله صباحاً، عندما انفجر به لغم أرضي زرعته مليشيا الحوثي في المنطقة.

وأسفر الانفجار المفاجئ عن تطاير جسد الضحية إلى أشلاء، ما أدى إلى وفاته على الفور في موقع الحادث.

وتقع منطقة الروية جنوب مديرية التحيتا، وهي إحدى المناطق التي شهدت مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية ومليشيا الحوثي خلال السنوات الماضية، وتُعتبر من أكثر المناطق تلوثاً بالألغام الأرضية.

الألغام الحوثية.. كارثة مستمرة

تُعد محافظة الحديدة الأكثر تضرراً من الألغام الحوثية مقارنة ببقية المحافظات اليمنية. وعلى الرغم من توقيع اتفاق ستوكهولم نهاية عام 2018، والذي تضمن بنوداً لوقف إطلاق النار وإزالة الألغام، إلا أن مليشيا الحوثي واصلت زرع المزيد من الألغام بشكل عشوائي في المناطق السكنية والطرقات الزراعية، مستهدفة بذلك حياة المدنيين.

وتسببت هذه الألغام بمقتل وإصابة المئات من المواطنين، غالبيتهم من النساء والأطفال والعمال الزراعيين الذين يعتمدون على العمل اليومي في المناطق الريفية.

كما أدت إلى تعطيل الحياة الاقتصادية والتنموية في المحافظة، حيث أصبحت العديد من الأراضي الزراعية غير صالحة للاستخدام بسبب تلوثها بالألغام.

إحصائيات مرعبة

وفقًا لإحصائيات نشرتها بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة "أونمها" قبل أيام، فقد سقط 16 مدنياً بين قتيل وجريح في حوادث انفجار الألغام منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية شهر مارس الماضي.

وهذه الإحصائيات ليست سوى جزء من الكارثة الإنسانية التي تعيشها المحافظة، حيث إن الكثير من الحوادث لا يتم الإبلاغ عنها بسبب غياب التوثيق الرسمي أو خوف الأهالي من الانتقام.

غياب الحلول

على الرغم من وجود فرق متخصصة في نزع الألغام تعمل تحت إشراف مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إلا أن الجهود المبذولة لا تزال غير كافية لتطهير المحافظة بالكامل من الألغام، خاصة مع استمرار مليشيا الحوثي في زرع المزيد منها.

كما أن البعثة الأممية لم تتمكن حتى الآن من تنفيذ مهمتها الكاملة في الإشراف على إزالة الألغام، بسبب العراقيل المستمرة التي تضعها المليشيا أمام عمل المنظمات الدولية.

نداء إنساني

تؤكد المنظمات الحقوقية والإنسانية أن الألغام الحوثية تمثل واحدة من أخطر التهديدات التي تواجه المدنيين في اليمن، وأن هناك حاجة ملحة لتكثيف الجهود الدولية للضغط على مليشيا الحوثي للكشف عن خرائط الألغام التي زرعتها، بما يسهم في تسريع عمليات التطهير وإنقاذ حياة المدنيين.

وفي الوقت نفسه، تدعو هذه المنظمات المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم لفرق نزع الألغام وللضحايا الذين فقدوا أرواحهم أو أصيبوا بإعاقات دائمة نتيجة هذه الجرائم.

فالوضع في الحديدة يتطلب تدخلاً عاجلاً لوضع حد لهذه الكارثة المستمرة التي تهدد حياة الآلاف من الأبرياء.

جريمة مقتل الشاب "عمر علي صايغ" ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق المدنيين في الحديدة.

ومع استمرار زراعة الألغام واستهداف حياة الناس، تبقى المحافظة مسرحاً لمعاناة إنسانية كبيرة تحتاج إلى حلول جذرية وعاجلة لتخفيف آثارها الكارثية على السكان المحليين