إلى أين يتجه الحوثيون؟ باحث سعودي يكشف عن مخطط خطير يستهدف المتعاونين معهم

في تطور خطير يعكس حالة الارتباك والتخبط التي يعيشها الحوثيون في ظل التحديات المتزايدة ضدهم، حذر الباحث الاستراتيجي السعودي الدكتور عواض القرني من أن الجماعة الحوثية بدأت تتجه نحو مسار خطير يتمثل في تصفية كل من تعاون معهم في السابق، خاصة مشايخ القبائل وكبار الضباط.
وأوضح القرني، في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" (المعروفة سابقاً باسم تويتر)، أن الحوثيين أصبحوا يشكون في ولاء حتى أقرب حلفائهم، وخصوصاً أولئك الذين وقفوا إلى جانبهم منذ الأيام الأولى لانطلاقتهم.
وأشار إلى أن هذه الشكوك تأتي في ظل تقديرات الحوثيين بأن العديد من هؤلاء المتعاونين ربما تم استمالتهم أو اجتذابهم للعمل ضد الجماعة، تحضيراً لمرحلة ما بعد الحوثيين في اليمن.
الحوثيون يواجهون مرحلة حرجة
القرني أكد أن الحوثيين يعيشون حالياً مرحلة حرجة وغير مسبوقة، حيث باتوا يشعرون بالخطر الحقيقي على مستقبلهم السياسي والعسكري.
وأوضح أن هذا الوضع دفع الجماعة إلى اتخاذ إجراءات قاسية وغير مسبوقة ضد من كانوا يعتبرونهم حلفاء استراتيجيين، خوفاً من تسرب المعلومات أو حدوث انقلابات داخلية قد تُضعف قبضتهم على المناطق التي يسيطرون عليها.
وأضاف الباحث السعودي أن الحوثيين بدأوا يتعاملون مع مشايخ القبائل وكبار الضباط كـ"أدوات قابلة للتخلص منها"، خاصة أولئك الذين يعتقدون أنهم قد يكونون نقطة ضعف في نظامهم الأمني.
وأشار إلى أن الجماعة الحوثية تسعى الآن إلى "تنظيف صفوفها" بشكل عاجل، وهو ما يعني عمليات تصفيات جسدية أو اعتقالات تعسفية تستهدف كل من يُشتبه في ولائه أو قدرته على التأثير.
نداء عاجل للمتعاونين: الفرار قبل فوات الأوان
وفي سياق تحذيراته، دعا الدكتور القرني جميع من تعاونوا مع الحوثيين في أي وقت مضى إلى الفرار الفوري قبل أن يجدوا أنفسهم في دائرة الاستهداف.
وقال إن الحوثيين، الذين يشعرون بأن زوالهم بات وشيكاً، يسعون للانتقام من الجميع قبل أن يفقدوا السيطرة تماماً.
وشدد على أن الوقت الحالي هو الأكثر خطورة على حياة هؤلاء الأشخاص، حيث لن يتردد الحوثيون في استخدام العنف المفرط للتخلص من أي شخص يشكّون في ولائه.
وحذّر القرني من أن الجماعة الحوثية قد تلجأ إلى سياسة "الأرض المحروقة"، حيث ستقوم بتدمير كل ما يمكن أن يستخدمه خصومها لاحقاً، سواء كان ذلك بشراً أو مؤسسات أو شبكات دعم.
وأكد أن هذه السياسة ليست جديدة على الحوثيين، لكنها تأخذ الآن منحى أكثر عنفاً وتوسعاً بسبب شعورهم بالعزلة والضغط المتزايد من قبل القوى الإقليمية والدولية.
ما الذي ينتظر اليمن بعد الحوثيين؟
ويرى القرني أن تصاعد مثل هذه السياسات العدائية من قبل الحوثيين يعكس أيضاً خوفهم العميق من فقدان النفوذ، خاصة مع تزايد الجهود الدولية لإنهاء الحرب في اليمن وإيجاد حلول شاملة للأزمة.
وأشار إلى أن مشايخ القبائل وكبار الضباط، الذين كانوا في السابق جزءاً من استراتيجية الحوثيين للسيطرة على الأرض، أصبحوا الآن عبئاً عليهم، لأنهم يمثلون رمزاً للتحالفات الهشة التي بنتها الجماعة خلال السنوات الماضية.
وفي الختام، دعا القرني المجتمع الدولي والجهات المعنية إلى مراقبة هذه التطورات الخطيرة، محذراً من أن عدم التدخل السريع قد يؤدي إلى موجة جديدة من العنف والفوضى في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وأكد أن الحل الأمثل يكمن في الضغط على الجماعة لوقف هذه الممارسات الوحشية، وفي الوقت نفسه العمل على توفير مخرج آمن لكل من يرغب في الانشقاق عنها، بما يساهم في تحقيق الاستقرار والسلام في اليمن.