الخميس 17 أبريل 2025 03:16 مـ 19 شوال 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

الحوثيون في مأزق.. اعتقال الشامي ينذر بانقلاب داخلي وتحولات كبرى

الأربعاء 9 أبريل 2025 01:01 صـ 11 شوال 1446 هـ
اللواء الشامي
اللواء الشامي

في تطور لافت يعكس حالة الاضطراب والضعف التي تعاني منها جماعة الحوثيين (أنصار الله)، أكد المحامي اليمني البارز محمد المسوري أن اعتقال اللواء عبد القادر الشامي، أحد أبرز القيادات العسكرية للحركة، يعد مؤشرًا واضحًا على الأزمة العميقة التي تواجهها الجماعة في ظل الضربات الموجعة التي تعرضت لها قياداتها مؤخرًا.

وأوضح المسوري، في تصريحات خاصة، أن اعتقال شخصية بحجم عبد القادر الشامي لا يمكن أن يتم إلا في ظروف استثنائية تعكس مرور الحوثيين بمرحلة حرجة وغير مسبوقة.

وقال: "لا يمكن للحوثيين أن يقدموا على خطوة بهذا الحجم إلا إذا كانوا يواجهون ضغوطًا كبيرة أو يشعرون بتهديد مباشر لأمنهم الداخلي".

الشامي: شخصية محورية وشبكة نفوذ واسعة

اللواء عبد القادر الشامي، الذي يعتبر من أبرز القيادات العسكرية للحوثيين، لم يكن مجرد اسم عابر في هيكلية الجماعة، بل كان يدير شبكة واسعة من العلاقات والموارد داخل صفوفها.

وأشار المسوري إلى أن هذه الشبكة تمثل مصدر قوة كبير للشامي، لكنها في الوقت نفسه قد تكون سببًا في إثارة قلق قيادة الجماعة.

وأضاف المسوري أن الشامي يمتلك قاعدة دعم داخلية كبيرة، وأن هناك إشارات تدل على وجود تحركات مضادة داخل الحركة قد تكون مستعدة للإطاحة بالقيادات الحوثية إذا ما توفرت الظروف المناسبة.

وأوضح أن اعتقال الشامي ربما يكون محاولة من قيادة الجماعة للسيطرة على هذه الشبكة ومنع أي انقلاب داخلي محتمل.

مؤشرات على صراع داخلي

الخبراء يرون أن اعتقال الشامي يأتي في سياق متزايد من التوترات الداخلية داخل صفوف الحوثيين، حيث تشير التقارير إلى وجود صراعات بين القيادات حول إدارة الموارد والتخطيط العسكري، بالإضافة إلى الخلافات حول الأولويات السياسية والعسكرية.

ويبدو أن هذه الانقسامات بدأت تؤثر بشكل مباشر على تماسك الجماعة، خاصة بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في الآونة الأخيرة على عدة جبهات.

وفي هذا السياق، قال المسوري إن الخسائر التي تعرض لها الحوثيون على الصعيد العسكري، سواء بسبب الضربات الجوية لامريكا أو نتيجة الهجمات المضادة للقوات الحكومية والمقاومة الشعبية، قد أضعفت قدراتهم وأدت إلى تآكل ثقتهم بأنفسهم كقوة لا يمكن هزيمتها.

دعوة لتوقع المفاجآت

وحذر المسوري من أن الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت كبيرة، مشيرًا إلى أن هناك مؤشرات على احتمالية حدوث تغييرات جذرية داخل الحركة الحوثية.

وقال: "ما يحدث الآن ليس مجرد اعتقال لشخصية بارزة، بل هو جرس إنذار لما قد يحدث في المستقبل القريب. يجب على الجميع متابعة الأحداث عن كثب لأن القادم قد يكون أكثر إثارة".

ردود فعل متباينة

جاءت تصريحات المسوري في وقت تشهد فيه المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين حالة من الترقب والقلق. فبينما رحب البعض بهذه الخطوة باعتبارها بداية لنهاية سيطرة الجماعة، أعرب آخرون عن خشيتهم من أن يؤدي هذا الاعتقال إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.

اعتقال عبد القادر الشامي يمثل نقطة تحول مهمة في مسار جماعة الحوثيين، ويعكس حالة الصراع الداخلي التي قد تكون بداية النهاية لمشروعهم السياسي والعسكري.

ومع تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية، يبدو أن الأيام المقبلة ستكشف الكثير عن مصير هذه الجماعة وما إذا كانت ستتمكن من الصمود أمام هذه التحديات أم ستدخل في مرحلة جديدة من الانهيار والتفكك.

موضوعات متعلقة