غارات أمريكية تستهدف مديرية ال سالم في صعدة وسط ترجيحات باستهداف موقع سري لعبد الملك الحوثي

شنت الطائرات الأمريكية فجر الأربعاء ثلاث غارات جوية على مديرية ال سالم في محافظة صعدة، المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين شمال اليمن.
وقال مصدر محلي إن الغارات استهدفت مواقع يعتقد أنها مرتبطة بالقيادي الأبرز للجماعة، عبد الملك الحوثي، حيث يُرجح أن أحد هذه الأهداف قد يكون مزارع تقيم فيها أسرته من زوجته "شفياء ال سالم"، والتي يتردد عليها بشكل دوري.
وأفاد المصدر بأن المزارع المستهدفة تقع في منطقة نائية بمديرية ال سالم، وتُعتبر موقعًا سريًا يستخدمه عبد الملك الحوثي لأغراض خاصة، بما في ذلك زياراته العائلية التي يقوم بها مرتين سنويًا، تستمر كل منها لمدة ثلاثة أيام تقريبًا.
وأشار المصدر إلى أن هذه الزيارات تتم عادة خلال فترات محددة من العام، دون الكشف عن تفاصيل إضافية حول توقيت تلك الزيارات أو طبيعة الإجراءات الأمنية المحيطة بها.
أهمية الموقع المستهدف
يُعتقد أن المزارع المستهدفة تُستخدم كملاذ آمن للقيادات الحوثية، خاصة وأنها تقع في منطقة جبلية معروفة بتعقيد تضاريسها، مما يجعل رصدها ومراقبتها أمرًا صعبًا.
كما أن وجود أفراد من أسرة عبد الملك الحوثي في هذا الموقع يعزز من أهميته الاستراتيجية بالنسبة للجماعة، حيث يُعتبر مكانًا حساسًا يمكن أن يوفر معلومات قيمة عن تحركاته وأنشطته.
وفي ظل استمرار العمليات العسكرية التي تنفذها الولايات المتحدة ضد الجماعات المسلحة في اليمن، يبدو أن هذه الغارات جاءت في إطار جهود متواصلة لاستهداف قيادات الحوثيين والبنية التحتية المرتبطة بها.
ويرى مراقبون أن استهداف مواقع مرتبطة بأسر قيادات بارزة مثل عبد الملك الحوثي يُعد رسالة قوية تهدف إلى الضغط على الجماعة وزعزعة استقرارها الداخلي.
ردود الفعل المحلية
على الصعيد المحلي، أعرب عدد من السكان عن قلقهم إزاء تصاعد الغارات الجوية في المنطقة، مشيرين إلى أن هذه الهجمات غالبًا ما تؤدي إلى أضرار جانبية تطال المدنيين والممتلكات الخاصة.
وأكد بعض الأهالي أن القصف أحدث حالة من الذعر بين السكان، خاصة وأنه وقع في وقت مبكر من فجر الأربعاء، عندما كان معظم الناس نيامًا.
من جهة أخرى، لم يصدر أي تعليق رسمي من قبل جماعة الحوثيين حول الغارات أو الخسائر الناجمة عنها حتى لحظة كتابة الخبر.
ومع ذلك، فإن الجماعة عادةً ما تتهم الولايات المتحدة باستهداف المدنيين والأعيان المدنية في مثل هذه الهجمات، وهو ما تنفيه واشنطن بشدة، مؤكدة أنها تستهدف فقط المواقع العسكرية والبنى التحتية المرتبطة بالجماعات المسلحة.
الوضع الإنساني في صعدة
تجدر الإشارة إلى أن محافظة صعدة تُعتبر واحدة من أكثر المناطق تضررًا جراء الصراع المستمر منذ سنوات، حيث تشهد الغارات الجوية والمواجهات البرية بشكل شبه يومي.
وقد أدت هذه العمليات إلى تدمير كبير في البنية التحتية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمنازل، فضلاً عن تفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين الذين يعيشون في ظروف صعبة للغاية.