صحفي عدني يرفض عرضًا إسرائيليًا: ”إسرائيل العدو الأول ولن نتعامل معها مهما كانت الظروف”

في موقف يعكس التزامًا صارمًا بالمبادئ الوطنية والعربية، كشف الصحفي اليمني المستقل أحمد ماهر عن تلقيه عرضًا من جهة إسرائيلية للتعاون في إجراء مقابلة صحفية حول الحرب بين إسرائيل واليمن.
وسرد ماهر تفاصيل التواصل الذي أثار استغرابه، مشيرًا إلى رفضه القاطع لهذا العرض، مؤكدًا أن التعامل مع إسرائيل لا يشرف أي عربي أو يمني، مهما كانت الظروف.
تسلسل الأحداث
روى الصحفي أحمد ماهر تفاصيل ما حدث عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قال إنه تلقى رسالة مساء اليوم عبر تطبيق "واتساب" من صحفي إسرائيلي يعمل في القناة 13 الإسرائيلية، ويدعى "إلراد".
بدأ المراسل الإسرائيلي الحوار بتحية بسيطة، ثم سأل ماهر: "هل أنت من جنوب اليمن؟"، فأجابه الصحفي اليمني بالإيجاب.
بعدها، وجه المراسل سؤالًا آخر: "صحفي مستقل؟"، ليؤكد له ماهر أنه كذلك. ثم طلب منه إجراء مقابلة صحفية حول الحرب بين إسرائيل واليمن. هنا، عبر ماهر عن استغرابه الشديد، ورد بسؤال مباشر: "لماذا أنا تحديدًا؟".
المراسل الإسرائيلي أجاب قائلًا: "لأنك معارض للحوثيين، وقد أعجبتني كتاباتك على فيسبوك!". إلا أن رد ماهر جاء سريعًا وحازمًا، حيث أكد للمراسل الإسرائيلي رفضه القاطع لأي نوع من التعاون مع إسرائيل، مشددًا على موقفه الوطني والعربي الثابت.
ماهر: "إسرائيل عدوتنا ولا يشرفنا التعامل معها"
قال ماهر في رده على المراسل الإسرائيلي: "اسمع، أنا أعارض الحوثيين وأنتقد جرائمهم في اليمن، ولكن لا يشرفني أبدًا التعاون مع إسرائيل. أنتم تقتلون الأطفال وترتكبون المجازر بحق الأبرياء، وتشنون حرب إبادة جماعية. التواصل معكم لا يشرف أحدًا. ستعود فلسطين دولة عربية، والقدس عاصمتها، رغمًا عن أنوفكم."
وأضاف ماهر: "هذا موقفي ورأيي الثابت... إسرائيل هي العدو الأول، ولا يشرفني التعامل معها بأي شكل من الأشكال، مهما كانت الفائدة المرجوة من ذلك. من يرى حرب الإبادة الجماعية مستمرة حتى في شهر رمضان ويتعامل مع الإسرائيليين، فهو فاقد للشرف ولا ينتمي إلى العروبة."
تأكيد على الثوابت الوطنية والعربية
شدد الصحفي اليمني على أن خلافات اليمنيين الداخلية، مهما اشتدت، لن تدفعهم للوقوف مع إسرائيل أو التعامل معها.
وقال: "مهما اشتدت خلافاتنا الداخلية، فلن نقف أبدًا مع إسرائيل. قلوبنا مع فلسطين وأهلها، وسنظل نرى القدس قضيتنا الوطنية والعربية الأولى."
وأكد ماهر أن هذا الموقف ليس شخصيًا فقط، بل هو انعكاس لمواقف الشعب اليمني والشعوب العربية التي ترى في القضية الفلسطينية محورًا أساسيًا للصراع العربي الإسرائيلي، مشددًا على أن التطبيع مع إسرائيل لا يمكن أن يكون خيارًا مقبولًا تحت أي ظرف.
تفاعل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي
بعد نشر ماهر لتغريدته على موقع فيسبوك وتويتر، لاقى موقفه تفاعلًا كبيرًا من قبل النشطاء والمتابعين، الذين عبروا عن دعمهم لموقفه الرافض للتطبيع.
وأكد العديد منهم أن مثل هذه المواقف تعكس القيم العربية الأصيلة، وأن القضية الفلسطينية ستظل حاضرة في قلوب العرب رغم كل التحديات.
ختامًا
يأتي هذا الحدث في ظل تصاعد الحديث عن التطبيع مع إسرائيل في بعض الدول العربية، مما أثار جدلًا واسعًا حول مدى قبول الشعوب العربية لهذه الخطوة.
موقف الصحفي أحمد ماهر يعكس صوتًا واضحًا وقويًا ضد التطبيع، مؤكداً أن القضية الفلسطينية ستظل فوق كل اعتبار، وأن إسرائيل ستبقى العدو الأول للأمة العربية.