غضب واسع بسبب الألفاظ الخادشة في المسلسلات اليمنية خلال شهر رمضان

أثارت عدد من المسلسلات اليمنية التي عُرضت خلال شهر رمضان المبارك جدلاً واسعاً بين المشاهدين، حيث اشتكى العديد منهم من استخدام ألفاظ خادشة وعبارات غير لائقة تتنافى مع القيم والتقاليد المجتمعية.
ووفقًا لما أفاد به مشاهدون لموقع "المشهد اليمني"، فإن معظم هذه الأعمال الدرامية لم تخضع لأي نوع من الرقابة أو المراجعة من الجهات المختصة قبل عرضها على الشاشات.
وأشار المشاهدون إلى أن غياب الرقابة المسبقة على السيناريوهات والحوارات المستخدمة في هذه المسلسلات قد فتح المجال أمام استخدام عبارات نابية وغير مألوفة في البرامج التلفزيونية، وهو ما يُعتبر سابقة خطيرة في تاريخ الدراما اليمنية.
وأكد البعض أنهم فوجئوا بسماع كلمات وألفاظ لا تتلاءم مع طبيعة المجتمع اليمني المحافظ، مما أثار استياء كبيراً لدى العائلات التي اعتادت متابعة المسلسلات المحلية كجزء من تقاليدها الرمضانية.
غياب الرقابة يثير القلق
يرى مراقبون أن غياب الرقابة على المحتوى الفني يعكس حالة من التسيب والإهمال في التعامل مع المنتجات الثقافية والفنية التي تؤثر بشكل مباشر على المجتمع.
وأشاروا إلى أن الرقابة ليست فقط وسيلة للحد من الحريات الإبداعية، بل هي آلية ضرورية لضمان تقديم محتوى هادف ومحترم يحترم قيم وأخلاقيات الجمهور المستهدف.
وفي هذا السياق، قال أحد المشاهدين: "نحن نحب الدراما اليمنية لأنها تعكس ثقافتنا وهويتنا، لكننا فوجئنا هذا العام باستخدام ألفاظ لم نكن نتوقع سماعها على شاشات التلفاز. يبدو أن هناك إهمالاً كبيراً في مراجعة النصوص قبل تصويرها".
بينما أعرب آخرون عن خيبة أملهم، مؤكدين أن هذه الأعمال قد تؤثر سلباً على الأطفال والمراهقين الذين يشكلون شريحة كبيرة من الجمهور.
مطالب بتفعيل دور الرقابة
في ظل هذه الانتقادات، طالب العديد من المواطنين والنشطاء بضرورة تفعيل دور الجهات الرقابية المعنية بمراجعة الأعمال الفنية قبل عرضها، ووضع ضوابط صارمة تمنع استخدام أي ألفاظ أو مشاهد تتنافى مع القيم الأخلاقية والاجتماعية.
كما دعوا إلى تعزيز التعاون بين المنتجين والجهات المسؤولة لضمان تقديم محتوى درامي يجمع بين الترفيه والفائدة دون المساس بالمبادئ العامة.
من جانب آخر، أثارت هذه القضية تساؤلات حول مدى التزام القنوات التلفزيونية المحلية بمعايير البث الإعلامي، ومدى تحملها المسؤولية الاجتماعية تجاه جمهورها.
وفي هذا الصدد، أكد بعض الخبراء أن القنوات يجب أن تكون أكثر حرصاً على اختيار الأعمال التي تعرضها، خاصة خلال شهر رمضان الذي يعتبر فترة روحانية وعائلية بامتياز.
تفاعل الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي
انتشرت ردود الفعل الغاضبة بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر العديد من المستخدمين عن استيائهم من تدني مستوى بعض المسلسلات اليمنية هذا العام.
ودشن ناشطون حملات تدعو إلى مقاطعة الأعمال التي تحتوي على محتوى غير لائق، مطالبين بمحاسبة الجهات المسؤولة عن إنتاجها وعرضها.
يبقى السؤال المطروح: هل ستستجيب الجهات المعنية لهذه الانتقادات وتتخذ خطوات جادة لتحسين جودة الدراما اليمنية؟ أم أن غياب الرقابة سيظل يؤثر سلباً على المنتج الفني المحلي؟ مشاهدو الدراما اليمنية يأملون أن يكون الموسم المقبل أفضل وأن يعود التركيز إلى تقديم أعمال تعكس هوية المجتمع اليمني وقيمه النبيلة.