مفوه وضليع في اللغة وصاحب شخصية مؤثرة
لسان الشرع وسيفه.. من هو حسن عبد الغني صاحب بيان النصر وإسقاط الأسد؟

هذا الرجل الذي يرتدي درعًا حديديًا صارمًا ويواجه أصوات الرصاص ببسالة، أصبح رمزًا للنصر في سوريا وعلمًا يرفرف فوق أخبار الطمنة والشرح منذ عام 2012، إنه حسن عبد الغني، الرجل الذي اشتهر بلسانه الفصيح ولغته السليمة، حتى بات لسان الشرع على الأرض وأحد أبرز الشخصيات التي حفرت اسمها في تاريخ الثورة السورية.
من هو حسن عبد الغني؟
وُلِد حسن عبد الغني في محافظة حماة، وتحديدًا في بلدة صوران وسط سوريا. لم يُحدد تاريخ ميلاده بدقة، إلا أن بعض المصادر أشارت إلى أنه كان ضابطًا في الجيش السوري برتبة مقدم عندما اندلعت الثورة في عام 2011، مما يرجح أنه كان يبلغ حينها نحو أربعين عامًا، أي أنه في منتصف الخمسينيات من عمره الآن.
ومع ذلك، فإن مظهره لا يعكس هذا العمر، ما يثير بعض الشكوك حول معلوماته الشخصية، وتشير مصادر أخرى إلى أنه درس في المعهد العالي للخطوط الحديدية التابع لوزارة النقل، قبل أن يتطوع في الجيش السوري لأداء الخدمة الإلزامية التي شهدت انشقاقه مع انطلاق الثورة السورية عام 2011.
بداية مسيرته في الثورة السورية
بعد انضمامه إلى الثورة، أصبح حسن عبد الغني عنصرًا فعالًا في صفوف الثوار، حيث لعب دورًا رئيسيًا في تصنيع الألغام واستخدامها ضد قوات النظام السوري في حماة، في عام 2013، أُلقي القبض عليه من قبل قوات النظام في بلدته صوران، وتم احتجازه في الفرع 248 وسجن صيدنايا لفترة طويلة، قبل أن يتم الإفراج عنه لينضم لاحقًا إلى فصيل "تجمع كتائب الحق"، وهو أحد الفصائل الإسلامية التي نشطت في ريف حماة وإدلب.
التحق بعد ذلك بجبهة النصرة، الجناح السوري لتنظيم القاعدة آنذاك، وقاتل في صفوفها جنبًا إلى جنب مع أحمد الشرع، الذي أصبح لاحقًا الرئيس الحالي لسوريا، مع انفصال الجبهة عن القاعدة وإعادة تشكيلها تحت مسمى "هيئة تحرير الشام"، أصبح حسن عبد الغني أحد الأسماء المهمة داخل الهيئة، وبرز دوره في الإعلام والقيادة العسكرية خاصة أثناء السيطرة على إدلب.
صعوده إلى القمة في سوريا الجديدة
في أواخر عام 2024، عندما أعلنت هيئة تحرير الشام عن عمليات "ردع العدوان"، التي أدت إلى إسقاط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، لمع اسم حسن عبد الغني كواحد من القادة البارزين في الساحة، بعد سقوط النظام، انتقل إلى دمشق مع الرئيس الحالي لسوريا، أحمد الشرع، وأصبح الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع في الحكومة الجديدة، كما تمت ترقيته إلى رتبة عقيد في الجيش السوري الجديد.
لكن الحدث الأبرز في مسيرة حسن عبد الغني جاء في 9 يناير 2025، عندما تلا بيان النصر في مؤتمر النصر، مُعلنًا تنصيب أحمد الشرع رئيسًا جديدًا للجمهورية العربية السورية، ليكون أحد الفاعلين الأساسيين في تشكيل الدولة السورية الجديدة.
شخصية إعلامية بارزة في سوريا الجديدة
برز دور حسن عبد الغني بشكل أكبر بعد سقوط نظام الأسد، حيث تولى مهام التحدث باسم الحكومة الجديدة. ضعف الإعلام السوري الرسمي وعدم قدرته على مواجهة وسائل الإعلام الخارجية التي تنقل أخبارًا مشوهة عن الأحداث الجارية، جعلا من عبد الغني الصوت الأول الذي يشرح التطورات ويخاطب السوريين في أصعب الأوقات، وخاصة خلال المعارك الأخيرة في الساحل السوري، والتي كشفت عن ضرورة وجود قيادة إعلامية قوية توضح الحقائق وتحد من انتشار الشائعات.
واليوم، يعد حسن عبد الغني أحد أكثر الشخصيات نفوذًا في الحكومة السورية الجديدة، فهو ليس مجرد رجل عسكري، بل شخصية إعلامية بارزة قادرة على توجيه الرأي العام، ومع استمرار التحديات التي تواجه سوريا، يظل دوره محوريًا في تشكيل المشهد السياسي والعسكري في البلاد.
حسن عبد الغني، الجيش السوري الجديد، أحمد الشرع، سقوط نظام الأسد، هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة، الثورة السورية، الناطق باسم وزارة الدفاع، بيان النصر، معركة ردع العدوان، تحرير دمشق، الإعلام السوري، الجيش الحر، الحرب في سوريا، مستقبل سوريا، التحديات الأمنية في سوريا، الحكومة السورية الجديدة، حماة، صوران، الساحل السوري، فلول نظام الأسد، سوريا الجديدة.