هل تستعد إيران لحرب إسرائيل؟ مؤشرات عسكرية وتوقعات بمواجهة خاسرة

تتزايد المؤشرات التي تدل على أن إيران تستعد لحرب محتملة، خاصة مع مضاعفة ميزانيتها العسكرية ثلاث مرات، والتسارع المحموم في التسليح والتصنيع العسكري، لا سيما الصواريخ الباليستية والمسيرات والقاذفات، بالإضافة إلى التدريبات العسكرية المكثفة والمناورات المستمرة، فضلاً عن تعهد طهران بتنفيذ "الوعد الصادق 3" قريبًا.
ومع ذلك، تبدو هذه الحرب خاسرة على الأرجح، حيث سبق أن واجهت إيران إسرائيل عبر وكلائها، مثل حزب الله الذي تعرض لضربات قاسية، أو من خلال المواجهات المباشرة الاستعراضية التي اقتصرت على إرسال مسيرات غير مؤثرة، ما لم يحدث تحول غير متوقع في التحالفات، مثل اتحاد مصالح إيران مع بعض الدول العربية، وتحديدًا مصر.
إيران وإسرائيل.. هل تتغير قواعد اللعبة؟
رغم ضعف السيناريو، فإن بعض الدوائر في طهران تراهن على تقاطع مصالحها مع القاهرة، في ظل الحديث عن مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة ومنح القطاع لـترامب ليحوله إلى مشروع استثماري، مع إيجاد وطن بديل لأهالي غزة في مصر أو الأردن أو سوريا وحتى العراق.
وفي ظل هذا التصعيد، تزايدت التكهنات بشأن دخول مصر على خط المواجهة، عبر ضربة عسكرية خاطفة تخلط الأوراق، خاصة بعد زيارة وزير الدفاع المصري عبدالمجيد صقر للوحدات القتالية المنتشرة في سيناء ومنطقة رفح، حيث شدد على الاستعداد التام لأي تصعيد، مما أثار قلق إسرائيل، التي وصفت إعلان الجيش المصري رفع جاهزيته القتالية بأنه "مسار تصادمي" ضد تل أبيب وواشنطن.
إيران أمام حرب محتملة.. خيار استراتيجي أم اضطرار؟
بدأ الاعتقاد في إيران بأن المواجهة قادمة لا محالة، بعد تقارير استخباراتية تشير إلى أن إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا سيكون مقدمة لضربة أمريكية-إسرائيلية تستهدف إيران، عبر قصف المنشآت النفطية والنووية، ثم تفكيك نظام خامنئي وإيجاد بديل سياسي يسيطر على البلاد.
لهذا، قد تجد إيران نفسها مضطرة للاستعداد للحرب حتى إن لم تكن ترغب فيها، رغم الحديث عن وساطة سعودية بين واشنطن وطهران. ومع ذلك، تدرك إيران أن وجود ترامب ونتنياهو معًا في الحكم يجعل كل السيناريوهات ممكنة، مما دفعها إلى زيادة إنفاقها العسكري بشكل غير مسبوق.
ميزانية إيران 2025.. رسالة حرب أم ردع؟
تكشف ميزانية إيران لعام 2025 عن تخصيص 420 ألف برميل نفط يوميًا للجيش، ما يعادل 24% من إجمالي الصادرات، بقيمة تقدر بـ 11 مليار يورو، مقارنة بـ 4 مليارات يورو فقط في 2024، أي زيادة ثلاثية في المخصصات العسكرية.
وبينما تحاول إيران الترويج بأن مضاعفة الميزانية لا تعني الاستعداد للحرب، عاد المسؤولون ليؤكدوا أن المفاوضات لم تعد خيارًا مطروحًا، في وقت حذر فيه قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري، أمير علي حاجي زاده، من أن "أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية سيشعل المنطقة بنيران لا يمكن إخمادها".
هل تصبح مصر العامل الحاسم في المعادلة؟
يبقى السيناريو الوحيد الذي قد يدفع إيران للهجوم بدلًا من الدفاع هو إقدام مصر على كسر اتفاق السلام مع إسرائيل، وتوجيه ضربة استباقية، وهو ما بدأت تتحدث عنه تقارير عبرية، حيث تتزايد المخاوف من تعزيزات الجيش المصري في سيناء، بما في ذلك توسيع البنية التحتية العسكرية، وإنشاء أنفاق ومستودعات اتصالات، ونقل 500 دبابة في ليلة واحدة، وهو تطور تعتبره إسرائيل تهديدًا وجوديًا.
السفير الإسرائيلي في واشنطن، يحيى لايتر، وصف تعزيزات الجيش المصري في سيناء بأنها "انتهاك خطير" لاتفاقية السلام، مؤكدًا أن مصر تبني قواعد مخصصة فقط للعمليات الهجومية.
هل المنطقة على شفا حرب إقليمية؟
مع تصاعد التحذيرات داخل إسرائيل من حرب محتملة مع مصر، تظل الاحتمالات مفتوحة، خاصة أن إيران قد تستغل الموقف لإشعال جبهة موحدة مع القاهرة. وعلى الرغم من استبعاد هذا السيناريو حاليًا، إلا أن التغيرات الإقليمية قد تدفع نحو تحالفات غير متوقعة، خاصة في ظل الفوضى والمفاجآت الجيوسياسية التي تعيد تشكيل المنطقة.
إيران تستعد للحرب، ميزانية إيران العسكرية 2025، الحرب بين مصر وإسرائيل، تهديدات إسرائيل لمصر، الوعد الصادق 3، مواجهة إيران وإسرائيل، التحالفات الإقليمية الجديدة، التهجير من غزة، استعدادات الجيش المصري، مفاوضات أمريكا وإيران، تهديدات ترامب لإيران.