الحوثيين آخر ذراع لأيران

منذ اندلاع الأزمة اليمنية، استخدم النظام الإيراني جماعة الحوثيين كأداة لتحقيق طموحاته التوسعية في المنطقة. لم تكن هذه التدخلات مجرد دعم سياسي أو دبلوماسي، بل امتدت إلى تسليح وتدريب الميليشيات، ما أدى إلى تصعيد الصراع وتحويل اليمن إلى ساحة حرب تخدم المصالح الإيرانية على حساب الشعب اليمني. أصبح الحوثيون واجهة للنفوذ الإيراني، يمارسون العنف والقمع، ليس فقط داخل اليمن، ولكن أيضاً عبر تهديد أمن واستقرار الدول المجاورة.
الحوثيون بين الولاء لإيران وجرائمهم ضد اليمنيين
يدّعي الحوثيون أنهم يمثلون إرادة الشعب اليمني، لكن الواقع يثبت أنهم مجرد أداة لتنفيذ أجندة إيران. فمنذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 2014، عملوا على فرض واقع مليء بالقمع والتدمير، حيث استهدفوا المدنيين بالصواريخ والطائرات المسيّرة، واختطفوا المعارضين، وفرضوا حصارات خانقة على المدن والقرى، مما أدى إلى معاناة إنسانية غير مسبوقة.
لم تقتصر جرائم الحوثيين على الجانب العسكري، بل امتدت إلى النهب المنظّم للموارد الوطنية، وفرض ضرائب باهظة على السكان لتمويل عملياتهم العسكرية. كما استغلوا المساعدات الإنسانية لصالح شبكاتهم الخاصة، مما فاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية في البلاد. هذه الممارسات خلقت حالة من السخط الشعبي المتزايد تجاه الجماعة، حيث بات اليمنيون ينظرون إليهم كأداة احتلال إيرانية، لا تمت بأي صلة لمصالح البلاد.
اليمنيون يرفضون الحوثيين تنعكس موجات الغضب الشعبي ضد الحوثيين في وسائل التواصل الاجتماعي وفي المظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها بعض المناطق اليمنية. يصفهم كثير من اليمنيين بـ”المرتزقة الإيرانيين” و”الخونة”، وهو تعبير عن رفضهم للهيمنة الإيرانية التي جلبت الدمار إلى اليمن. حتى في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، يتنامى الاستياء بسبب سياسات القمع والتجويع التي يمارسونها.
إنهاء التدخلات الإيرانية ضرورة لاستعادة اليمن لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في اليمن دون وقف الدعم الإيراني للحوثيين. فاستمرار طهران في تسليح وتمويل الجماعة يعمّق الأزمة ويفاقم معاناة المدنيين. لذا، ينبغي على المجتمع الدولي اتخاذ موقف أكثر صرامة عبر فرض مزيد من العقوبات والضغوط على إيران لمنعها من تمويل وتسليح الحوثيين.
كذلك، فإن الدور العربي، وخاصة من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ضروري لوقف هذا التمدد الإيراني عبر تعزيز دعم الحكومة الشرعية اليمنية، وضمان ألا يتحول اليمن إلى نقطة ارتكاز دائمة للنفوذ الإيراني في المنطقة.
التضامن مع الشعب الإيراني والمقاومة ضد النظام القمعي لا يمكن النظر إلى التدخلات الإيرانية في اليمن بمعزل عن سياسات طهران القمعية داخليًا. فكما يعاني اليمنيون من بطش الحوثيين، يعاني الإيرانيون من نظام يستنزف موارد بلادهم لتمويل الميليشيات في المنطقة بدلاً من تحسين أوضاعهم المعيشية. دعم الشعب الإيراني في نضاله ضد نظامه المستبد يشكل جزءًا من الجهود الرامية إلى إنهاء هذه السياسات التوسعية.
نحو يمن مستقر بعيدًا عن النفوذ الإيراني لقد تسببت التدخلات الإيرانية في كارثة إنسانية وسياسية في اليمن، حيث حوّل الحوثيون البلاد إلى ساحة صراع تخدم طهران بدلًا من مصالح اليمنيين. هذه الجماعة، التي بدأت كحركة محلية، تحولت إلى أداة تخريبية تهدد الأمن الإقليمي.
إن إنهاء الدعم الإيراني للحوثيين يمثل الخطوة الأولى نحو تحقيق السلام، ويجب أن يكون ذلك أولوية على المستويين العربي والدولي. كما أن دعم الشعب الإيراني في مواجهته لنظامه القمعي سيعزز الجهود الرامية إلى إنهاء هذه السياسات التخريبية، مما يفتح الباب أمام مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا للمنطقة بأكملها.