إيقاف مدير شركة تركية بعد منع تهنئة رمضان

أثارت رسالة بريد إلكتروني داخلية في شركة تركية كبرى جدلاً واسعًا، بعدما منع رئيسها التنفيذي تهنئة الموظفين بحلول شهر رمضان المبارك. وتطورت الأحداث سريعًا، حيث تدخلت السلطات التركية وألقت القبض عليه، قبل أن يتم إطلاق سراحه مع منعه من مغادرة البلاد، وسط تداعيات غير متوقعة على الشركة وسمعتها.
رسالة بريد إلكتروني تثير الغضب
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رسالة من الرئيس التنفيذي لشركة Zorlu Holding، جيم كوكسال، يطلب فيها من موظفيه عدم إرسال أي تهنئات بمناسبة رمضان. وأكد في رسالته أن الشركة تتبع سياسة "الحياد الديني"، وأنها ليست معنية بالاحتفال بهذه المناسبات على المستوى المؤسسي.
رد فعل صادم من المدير التنفيذي
بحسب التقارير، جاءت هذه الرسالة بعد أن أرسل رئيس إحدى الشركات التابعة لـZorlu Holding، وهي Vestel، رسالة تهنئة بمناسبة شهر رمضان للموظفين. إلا أن كوكسال رد بقسوة، مشددًا على أن رمضان ليس ضمن الأعياد التي تعترف بها الشركة رسميًا، وأمر الموظفين بعدم تكرار مثل هذه التهاني مستقبلًا.
تحقيق رسمي وقرار بمنع السفر
أثار هذا الموقف ردود فعل قوية على وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع مكتب المدعي العام في إسطنبول إلى فتح تحقيق عاجل بتهمة "عرقلة حرية المعتقد والتعبير". وبناءً عليه، تم استدعاء كوكسال للتحقيق، حيث أُطلق سراحه لاحقًا بعد الإدلاء بإفادته، لكنه مُنع من مغادرة البلاد حتى استكمال الإجراءات القانونية.
استقالة مفاجئة من الشركة
لم يقتصر تأثير الواقعة على الجدل الإعلامي، بل امتد ليشمل تداعيات داخل الشركة نفسها. وأعلن مجلس إدارة Zorlu Holding استقالة كوكسال من منصبه، في خطوة اعتبرها البعض محاولة لاحتواء الأزمة وحماية سمعة الشركة التي تعمل في عدة قطاعات اقتصادية، منها النسيج والإلكترونيات والطاقة والعقارات.
انعكاسات الحادثة على بيئة العمل
تسلط هذه الواقعة الضوء على حساسية القضايا الدينية داخل بيئات العمل المختلفة، خصوصًا في الشركات متعددة الجنسيات. ففي حين تدافع بعض المؤسسات عن "الحياد الديني"، يرى آخرون أن ذلك قد يتعارض مع حرية المعتقد والتعبير، مما يخلق أجواء توتر قد تؤثر على الإنتاجية والعلاقات بين الموظفين.