الإثنين 3 مارس 2025 12:24 مـ 4 رمضان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

سباق القنوات اليمنية.. مشاهدات حقيقية أم أرقام وهمية؟

الأحد 2 مارس 2025 11:32 مـ 3 رمضان 1446 هـ

في ظل المنافسة الشديدة بين القنوات اليمنية على منصات التواصل الاجتماعي، أصبح الحصول على أكبر عدد من المشاهدات هاجسًا يسعى الجميع لتحقيقه. من الطبيعي أن تسعى أي قناة للوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور، لكن المشكلة تكمن في أن الكثير من هذه المشاهدات ليست حقيقية، بل يتم شراؤها عبر شركات تسويق متخصصة تعمل على تضخيم الأرقام بطرق غير مشروعة، مما يؤدي إلى مشاهدات بدون مشاهدين حقيقيين.

المشاهدات الوهمية: خداع الأرقام أم فشل في استقطاب الجمهور؟

إذا أردنا معرفة حقيقة هذه المشاهدات، يكفي الرجوع إلى المسلسلات والبرامج التي نُشرت في الأعوام الماضية، حيث سنلاحظ أن أرقام المشاهدات لم تتغير أو بالكاد تحركت، رغم مرور سنة أو أكثر على نشر المحتوى. هذه الظاهرة تطرح تساؤلات جدية حول مدى مصداقية هذه الأرقام، فلو كانت المشاهدات حقيقية، لكانت في تزايد مستمر مع مرور الوقت، خاصة مع إعادة مشاركة المحتوى من قبل المشاهدين.

هذا يشير إلى أن الاعتماد على المشاهدات الوهمية ليس سوى حل مؤقت يهدف إلى التباهي بأرقام لا تعكس الواقع، بدلاً من التركيز على تقديم محتوى يجذب الجمهور الحقيقي، ويحقق تفاعلاً مستدامًا.

المحتوى الجيد هو مفتاح النجاح الحقيقي

المفارقة الكبرى هي أن العديد من صناع المحتوى الأفراد في اليمن يحققون ملايين المشاهدات دون إنفاق دولار واحد على الترويج المدفوع، بل على العكس، يستفيدون من أرباح منصات التواصل الاجتماعي. السر هنا يكمن في المحتوى نفسه، حيث إن الجمهور يتجه طواعية إلى المحتوى الذي يجذب اهتمامه ويلبي احتياجاته.

بالتالي، يجب أن تدرك القنوات التلفزيونية أن الحل ليس في شراء المشاهدات، بل في التركيز على جودة المحتوى. المشاهد الحقيقي سيأتي من تلقاء نفسه إذا وجد ما يشد انتباهه ويثير اهتمامه. فالنجاح لا يُقاس بعدد المشاهدات المدفوعة، بل بمدى تأثير المحتوى على الجمهور وقدرته على خلق التفاعل الحقيقي.

ضرورة تغيير الاستراتيجية الإعلامية

إذا أرادت القنوات اليمنية تحقيق نجاح حقيقي ومستدام، فعليها إعادة النظر في استراتيجياتها الإعلامية. لا يكفي أن تحقق الأرقام العالية في المشاهدات، بل يجب أن تكون هذه المشاهدات ناتجة عن اهتمام حقيقي من الجمهور.

بدلاً من إنفاق الأموال على شراء مشاهدات وهمية، يمكن توجيه هذه الموارد إلى:

1.تحسين جودة المحتوى: تقديم برامج ومسلسلات تلامس اهتمامات الجمهور وتتناسب مع واقعهم.

2.التركيز على التفاعل: المشاهد الحقيقي سيعلق، سيشارك، وسيتفاعل مع المحتوى، بينما المشاهدات المدفوعة لا تخلق أي أثر حقيقي.

3.الاستفادة من تجارب صناع المحتوى: متابعة ودراسة كيفية نجاح الأفراد في تحقيق انتشار واسع دون الحاجة إلى حملات ترويج مدفوعة.

4.استثمار التسويق بطرق ذكية: بدلاً من شراء المشاهدات، يمكن الاستثمار في إعلانات مستهدفة تصل إلى الفئة المهتمة بالمحتوى.

ختامًا

الاعتماد على المشاهدات الوهمية قد يعطي انطباعًا مؤقتًا بالنجاح، لكنه لا يبني جمهورًا حقيقيًا. القنوات التلفزيونية بحاجة إلى نهج أكثر احترافية يعتمد على تقديم محتوى جذاب، والتفاعل الحقيقي مع الجمهور، بدلاً من السعي وراء أرقام خادعة لا تعكس الحقيقة. في النهاية، المشاهد الذكي يعرف الفرق بين المحتوى الحقيقي والمحتوى الذي يعتمد على تضخيم الأرقام دون قيمة حقيقية.