من وسط الدمار يولد الأمل.. غزة تُحيي رمضان وسط الأنقاض رغم الإبادة الإسرائيلية

بينما يستقبل الفلسطينيون في قطاع غزة شهر رمضان، يواجهون تحديات غير مسبوقة، إذ يرزحون تحت وطأة التشرد والجوع نتيجة 16 شهرًا من حرب الإبادة الإسرائيلية التي طالت منازلهم ومؤسساتهم. تتبدد مظاهر الفرح التي كانت عادة ما تميز الشهر الفضيل، ويحل مكانها معاناة شديدة في ظل انعدام أبسط مقومات الحياة.
تعيش عشرات آلاف الأسر في القطاع في خيام مهدمّة، بينما يعاني أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني من مأساة التشرد القسري، بسبب التدمير الواسع الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية في غزة. وفي ظل هذا الواقع المأساوي، يعجز السكان عن الحصول على الغذاء والمياه النظيفة نتيجة انهيار القطاعات الصحية والزراعية في القطاع.
الأسواق في غزة تعاني من شح المساعدات الغذائية وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، ما يجعل تأمين الطعام خلال شهر رمضان تحديًا كبيرًا لأرباب الأسر الذين فقدوا مصادر دخلهم. يعتمد الكثيرون على وسائل بدائية للطهي باستخدام الحطب والورق.
الأزمة الإنسانية تتفاقم، ويواجه سكان غزة صعوبة في تأمين وجبتي الفطور والسحور وسط الحصار الذي تفرضه السلطات الإسرائيلية على المساعدات الإنسانية. وتؤكد الأمم المتحدة أن هذه القيود تقف عائقًا أمام وصول المساعدات الضرورية إلى غزة.
إلا أن رغم هذه الظروف القاسية، يصر الفلسطينيون في غزة على الصمود. بلديات القطاع، التي عملت على تنظيف الشوارع وتجهيزها لاستقبال شهر رمضان، تطلق حملات تطوعية بمشاركة المجتمعات المحلية في محاولة لإحياء الحياة في غزة ولو جزئيًا.
حملة "غزة أجمل بأيدينا" التي أطلقتها بلدية غزة لتنظيف شارع عمر المختار تأتي كإشارة على التمسك بالأمل وسط الركام، وهي مبادرة تعكس قدرة الشعب الفلسطيني على النهوض من جديد، مؤكدًا أن غزة ستظل جميلة بأيدي أبنائها.
وفي خان يونس، أطلقت بلدية المحافظة حملة مماثلة لتجميل المدينة، حيث قام الشبان بتزيين جدران المنازل بشعارات رمزية مثل "غزة أجمل في رمضان". ومع أن معظم المنازل في القطاع دمرت، إلا أن سكان غزة يواصلون إعادة إحياء مدنهم في خطوة تعكس إرادتهم التي لا تنكسر.
حتى في رفح، حيث لا تزال 60% من أراضيها تحت سيطرة الاحتلال، انطلقت الحملة "غزة أجمل في رمضان"، وهي خطوة تطوعية لتحسين مظهر المدينة، حيث يبذل السكان جهودًا لإزالة آثار الحرب وترتيب المدينة قبيل شهر رمضان.
وبينما يمر شهر رمضان هذا العام في غزة في ظل ظروف إنسانية صعبة، يبقى الأمل في قلوب الفلسطينيين، الذين يرون في حملاتهم التطوعية رسائل من الصمود والتكاتف في وجه آلة الحرب، مصممين على إعادة بناء ما تهدم، على الرغم من كافة الصعاب.