• الرئيسية
• منوعات

في حدث فلكي استثنائي، تستعد سماء المملكة العربية السعودية لاحتضان الاصطفاف الكوكبي العظيم، حيث ستصطف سبعة كواكب من المجموعة الشمسية في مشهد نادر يترقبه عشاق الفلك والمصورون. ومن المقرر أن يصل هذا الاصطفاف إلى ذروته في 28 فبراير، ليمنح المراقبين فرصة نادرة لرصد هذا الحدث الفريد.

سبعة كواكب تصطف في مشهد مذهل

يضم هذا الاصطفاف الكوكبي المريخ، المشتري، زحل، الزهرة، عطارد، أورانوس، ونبتون، حيث ستظهر بعض هذه الكواكب بالعين المجردة، بينما يتطلب رصد الأخرى استخدام التلسكوبات المتخصصة.

ووفقًا للمهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، فإن رؤية كواكب عدة في وقت واحد ليست نادرة، لكن اصطفاف سبعة كواكب بهذه الطريقة يُعد حدثًا مميزًا. وأوضح أن جميع كواكب النظام الشمسي تتحرك في مدارات متقاربة حول الشمس، مما يسمح لها بالظهور في سماء الليل بشكل متقارب ضمن خط وهمي، رغم أنها لن تكون في خط مستقيم مثالي كما تصوره بعض الرسوم التوضيحية.

تحديات رصد الاصطفاف الكوكبي العظيم

على الرغم من روعة الحدث، أكد أبو زاهرة أن المشهد لن يكون كما تصوره بعض المنشورات المتداولة، إذ أن الكواكب لن تصطف في خط مستقيم تمامًا، بل ستتوزع عبر السماء وفق مداراتها الطبيعية.

سيكون من السهل رؤية المشتري، المريخ، والزهرة نظرًا لشدة سطوعها.

أما عطارد وزحل فسيكونان منخفضين قرب الأفق، ما قد يجعل رصدهما أكثر صعوبة.

بينما سيحتاج أورانوس ونبتون إلى معدات فلكية متخصصة بسبب خفوتهما الشديد.

وأشار إلى أن بعض الصور المتداولة التي تُظهر الكواكب في صف مستقيم مثالي هي مجرد تصورات غير دقيقة، حيث أن مدارات الكواكب لا تسمح بمثل هذا الاصطفاف المثالي.

ظواهر فلكية مماثلة عبر التاريخ

يُعد الاصطفاف الكوكبي حدثًا نادرًا، حيث شهد العالم اصطفافات مماثلة في الماضي، أبرزها:

في 18 أبريل 2002، عندما اصطف المشتري وزحل والمريخ والزهرة وعطارد فوق الأفق الغربي في مشهد مذهل أُطلق عليه "القلادة السماوية".

وسيحدث اصطفاف مشابه في 8 سبتمبر 2040، مما يجعله فرصة جديدة لعشاق الفلك.

أما الاصطفاف الحالي، فقد وقع آخر مرة عام 949م، ولن يتكرر مجددًا إلا في 6 مايو 2492.

نصائح لمتابعة الحدث بواقعية

دعا أبو زاهرة جميع المهتمين بالفلك إلى متابعة هذا الحدث الفريد، لكنه شدد على ضرورة الاعتماد على مصادر موثوقة للحصول على معلومات دقيقة بعيدًا عن المبالغات المنتشرة في بعض المنشورات.

كما نصح المراقبين بـ:

1. استخدام تطبيقات فلكية لتحديد مواقع الكواكب بدقة.

2. البحث عن أماكن بعيدة عن التلوث الضوئي لرؤية أوضح.

3. الاستعانة بتلسكوبات أو مناظير لرصد الكواكب الباهتة مثل أورانوس ونبتون.

4. التقاط صور فوتوغرافية لهذا الحدث النادر باستخدام كاميرات متخصصة.

فرصة نادرة لمحبي الفلك

مع اقتراب 28 فبراير، ينتظر عشاق الفلك والمصورون لحظة الاصطفاف الكوكبي العظيم، والذي سيكون بمثابة فرصة ذهبية لرصد ظاهرة فلكية نادرة. وعلى الرغم من بعض التحديات التي قد تواجه المراقبين، يظل هذا الحدث من أروع المشاهد السماوية التي يمكن الاستمتاع بها في هذا القرن.