حقيقة فيديو سقوط طائرة ركاب سعودية الذي أثار الجدل

في الساعات الأخيرة، اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مثير للجدل يحمل عنوان "سقوط طائرة ركاب سعودية"، مما أثار حالة من الذعر والتكهنات بين المستخدمين. الفيديو، الذي حصد مئات الآلاف من المشاهدات، أظهر نيرانًا مشتعلة وفوضى عارمة، مع تعليقات تزعم وقوع الحادثة داخل المملكة العربية السعودية. وسرعان ما بدأت التساؤلات تتزايد حول مدى حقيقة هذا الفيديو ومصدره الحقيقي.
هل تحطمت طائرة ركاب في السعودية فعلًا؟
بعد الفحص والتحقق من الفيديو المتداول، تبين أن المقطع لا يمت للواقع بصلة، بل تم التلاعب به رقميًا من خلال دمج مشاهد من حوادث مختلفة وقعت خارج المملكة. مصادر التحقق الإعلامية أكدت أن الفيديو مزيف، وأن المشاهد المستخدمة فيه مأخوذة من حوادث قديمة، لا علاقة لها بأي حادث طيران في السعودية.
مصدر الفيديو.. مشاهد معدلة من حوادث أمريكية
وفقًا للتحقيقات، تم اقتباس المشاهد الأولى في الفيديو من حادثة تحطم طائرة إخلاء طبي وقعت في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا الأمريكية خلال يناير الماضي. بينما جاءت المقاطع الأخرى من حرائق اندلعت في مقاطعة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، والتي نُشرت عبر منصة "تيك توك" في 10 يناير.
كيف انتشر الفيديو ولماذا أثار الجدل؟
انتشار الفيديو على نطاق واسع كان نتيجة تأثير العنوان المضلل، الذي لعب على مخاوف الناس بشأن حوادث الطيران. كما أظهر التحليل أن أحد الأجزاء تم تحميله سابقًا على قناة يوتيوب تحمل اسم “muhmedos@”، حيث يُسمع في الخلفية شخص يتحدث بلهجة سودانية قائلًا: "فيه طيارة وقعت في الشارع.. يا حول الله، الظاهر طيارة وقعت في الشارع"، مما يعزز حقيقة أن المقطع لا يتعلق بالسعودية بأي شكل.
التحذير من نشر الأخبار المضللة
مع تزايد انتشار المعلومات غير الموثوقة على مواقع التواصل الاجتماعي، دعت الجهات الرسمية ووسائل الإعلام إلى ضرورة التحقق من المصادر قبل تصديق أو مشاركة أي أخبار مرتبطة بحوادث الطيران. كما أكدت الهيئات السعودية المعنية بالطيران المدني أنه لم يتم تسجيل أي حادث تحطم طائرة ركاب سعودية في الفترة الأخيرة.
ويؤكد هذا المثال أهمية التحقق من مصادر الأخبار قبل نشرها، حيث قد يؤدي تداول معلومات مضللة إلى إثارة القلق والارتباك دون داعٍ.