• الرئيسية
• منوعات

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تتحول المتاجر والأسواق إلى وجهات مزدحمة بالمستهلكين الذين يسعون لشراء مستلزمات الشهر الكريم. تزداد العروض الترويجية بشكل ملحوظ، ما يجعل الكثيرين ينجرفون وراء إغراءات التخفيضات دون التفكير الفعلي في مدى حاجتهم لهذه المشتريات. فهل التسوق خلال رمضان ينبع من ضرورة حقيقية، أم أنه مجرد استجابة للإعلانات الجذابة والتسويق الذكي؟

ارتفاع ملحوظ في معدلات الإنفاق

تشير الإحصائيات إلى أن 65% من الأسر تزيد من إنفاقها قبل رمضان، حيث يزداد الطلب على المنتجات الغذائية، المستلزمات المنزلية، والديكورات الرمضانية. ومن المثير للاهتمام أن 30% من المستهلكين يفضلون التسوق عبر الإنترنت لتجنب الازدحام أو الاستفادة من العروض الرقمية، في حين تسجل طلبات توصيل الطعام ارتفاعًا يصل إلى 40% مقارنة بباقي شهور السنة.

يؤكد شربل نصر، خبير التسويق الإلكتروني، أن زيادة الإنفاق ليست مفاجئة، حيث يقول:

"خلال رمضان، يزداد الاستهلاك بطبيعته، لكن الشركات تستغل هذه العادة عبر حملات ترويجية ذكية تستهدف المشاعر والعادات الشرائية، مما يجعل المستهلكين يقعون في فخ الإنفاق غير المدروس."

كيف تؤثر الإعلانات على قرارات الشراء؟

تلعب الإعلانات الرمضانية دورًا رئيسيًا في تحفيز المستهلكين على الإنفاق، حيث تعتمد على صور العائلة المتماسكة، المائدة الرمضانية الغنية، والأجواء الاحتفالية التي تلامس المشاعر أكثر من المنطق. وهذا ما يؤكده الخبراء في علم النفس السلوكي، حيث تقول مايا طاهر، مدربة مهارات الحياة وخبيرة السلوك البشري:

"الإعلانات لا تبيع منتجًا فقط، بل تبيع تجربة شعورية، مما يجعل الكثيرين يشترون بدافع العاطفة وليس بسبب الحاجة الحقيقية."

وتوضح طاهر أن هذا السلوك قد يؤدي إلى ندم استهلاكي لاحقًا، حيث يجد المستهلك نفسه غارقًا في مشتريات غير ضرورية، لمجرد أنه تأثر برسائل تسويقية جذابة.

كيف تتجنب الإنفاق غير المبرر خلال رمضان؟

لتفادي الإفراط في التسوق والوقوع في فخ العروض الترويجية، يمكن اتباع بعض الاستراتيجيات البسيطة:

✅ التريث قبل الشراء: تأجيل قرار الشراء لمدة 24 ساعة، حيث تشير الدراسات إلى أن 80% من المشتريات الاندفاعية يتم التراجع عنها عند إعادة التفكير.

✅ وضع ميزانية محددة: تحديد قائمة بالمستلزمات الأساسية والالتزام بها، ما يساعد على التحكم في الإنفاق والاستفادة من العروض بحكمة.

✅ الشراء بعقلانية وليس بعاطفة: قبل اتخاذ قرار الشراء، يجب السؤال: هل هذا المنتج ضروري، أم أنه مجرد استجابة لحملة تسويقية جذابة؟

وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على القرارات الشرائية

باتت مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز النزعة الاستهلاكية، حيث يعرض المؤثرون تجاربهم مع المنتجات الرمضانية، مما يخلق شعورًا بالحاجة لدى المتابعين. وتوضح مايا طاهر أن العبارات مثل "عرض لا يُفوت" أو "فرصة محدودة" تحفز العقل على اتخاذ قرار الشراء فورًا، حتى لو لم يكن المنتج ضروريًا.

التوازن هو الحل لتحقيق استهلاك واعٍ

رغم أهمية التسوق استعدادًا لرمضان، إلا أن الاندفاع وراء العروض قد يؤدي إلى تحميل الميزانية أعباء غير ضرورية. الحل الأمثل يكمن في التوازن بين تلبية الاحتياجات الحقيقية وتجنب الشراء العشوائي، مما يتيح الاستمتاع بأجواء الشهر الكريم دون الوقوع في دوامة الإنفاق غير المدروس.