الإدارة الأمريكية تُفعّل تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية ابتداءً من اليوم الأحد

دخل قرار الإدارة الأمريكية بتصنيف جماعة الحوثيين كـ"منظمة إرهابية أجنبية" حيز التنفيذ رسميًا ابتداءً من اليوم الأحد، في خطوة لافتة تهدف إلى تشديد الخناق على الجماعة المسلحة التي تتلقى دعمًا كبيرًا من إيران.
يأتي هذا القرار بعد تصعيد الحوثيين لهجماتهم البحرية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن، والتي شهدت زخمًا غير مسبوق منذ اندلاع الحرب في غزة عام 2023.
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان قد أصدر قرارًا مشابهًا بداية العام الجاري، حيث صنف الحوثيين كمنظمة إرهابية ضمن سلسلة من الإجراءات الرامية إلى تعزيز الضغط على طهران ووكلائها في المنطقة.
ومع ذلك، تم إلغاء هذا التصنيف في عهد الرئيس جو بايدن لأسباب إنسانية، وذلك في محاولة لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني الذي يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم نتيجة الصراع المستمر منذ سنوات.
تصعيد الحوثيين وأثره على القرار
قرار إعادة تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية جاء بعد تصاعد عملياتهم العدائية في الممرات المائية الاستراتيجية، بما في ذلك استهداف السفن التجارية والناقلات النفطية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وقد بررت الإدارة الأمريكية هذه الخطوة بأنها ضرورية لحماية الأمن الإقليمي والدولي، لا سيما في ظل التوترات المتزايدة بين القوى الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط.
كما أن الهجمات الأخيرة للحوثيين تزامنت مع التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة، مما أثار مخاوف من توسع نطاق النزاعات في المنطقة وتأثيرها على الاستقرار الدولي.
واعتبرت واشنطن أن هذه التحركات الحوثية تمثل تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة، خاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، اللتين تعرضتا لهجمات متكررة من قبل الجماعة.
تداعيات القرار على الأوضاع الإنسانية
على الرغم من الدوافع السياسية والأمنية وراء القرار، إلا أنه أثار تساؤلات حول تأثيره على الأوضاع الإنسانية في اليمن. فمنذ بدء النزاع في البلاد عام 2015، يعاني الملايين من اليمنيين من نقص حاد في الغذاء والمياه والخدمات الصحية، حيث يعتمد أكثر من 80% من السكان على المساعدات الإنسانية.
ويتخوف الخبراء من أن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية قد يؤدي إلى تقييد تدفق المساعدات الدولية إلى المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ما يزيد من معاناة المدنيين.
كما أن الشركات والمنظمات الإنسانية قد تتردد في التعامل مع الكيانات المرتبطة بالحوثيين خشية الوقوع تحت طائلة العقوبات الأمريكية.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
فيما رحبت دول الخليج، وعلى رأسها السعودية والإمارات، بالقرار الأمريكي باعتباره خطوة مهمة نحو محاربة الإرهاب ووقف التدخل الإيراني في شؤون المنطقة، أعربت بعض الدول الغربية ومنظمات حقوق الإنسان عن قلقها بشأن تأثير القرار على الأوضاع الإنسانية في اليمن.
من جانبها، أكدت الأمم المتحدة أن أي خطوة قد تعيق وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن ستكون لها عواقب وخيمة على حياة الملايين. ودعت المنظمة الدولية إلى ضمان وجود آليات واضحة تتيح استمرار تقديم الدعم الإنساني دون انقطاع.
مستقبل الصراع اليمني
يُعتبر قرار تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية نقطة تحول جديدة في الصراع اليمني المستمر منذ سنوات. وبينما تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز الضغوط على الجماعة وداعميها الإيرانيين، فإن التحدي الأكبر يبقى كيفية تحقيق توازن بين الأهداف الأمنية والسياسية وبين الحفاظ على الحياة اليومية للمدنيين الذين يدفعون ثمن الصراع الباهظ.
يبقى أن نرى كيف ستتعامل الأطراف المختلفة مع هذا القرار، وهل سيكون له دور في دفع الحوثيين نحو الجلوس إلى طاولة المفاوضات، أم أنه سيزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في اليمن؟