الجمعة 21 فبراير 2025 09:05 مـ 23 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

رمضان في مصر: اليمنيون يواصلون احتفاءهم بعاداتهم وتقاليدهم الرمضانية

الخميس 20 فبراير 2025 11:06 مـ 22 شعبان 1446 هـ
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يظل شهر رمضان المبارك في قلوب اليمنيين في مصر له طابع خاص يعكس عمق ارتباطهم بعاداتهم وتقاليدهم الرمضانية التي ارتبطت بالثقافة اليمنية على مر العصور. ورغم ابتعادهم عن الوطن الأم، فإن الجالية اليمنية في مصر لا تزال تحافظ على العديد من الطقوس والفعاليات الرمضانية التي تجعل من هذا الشهر الفضيل فرصة لتجديد الروابط الأسرية والاجتماعية، وتوطيد العلاقات بين أفراد الجالية.

السحور والإفطار اليمني في مصر

تبدأ الأيام الرمضانية لليمنيين في مصر في الساعات الأولى من الفجر، حيث يحرصون على تناول وجبة السحور، التي تعد من أهم العادات الرمضانية في اليمن. حيث تتنوع الأطعمة التي يتم تحضيرها، لكن أبرزها "المعصوب"، الذي يتكون من الموز والعسل والسمن البلدي، بالإضافة إلى "الشكشوكة"، التي تعد من الأطباق التقليدية المحببة.

كما يتم تحضير مشروب "قهوة العدني" التي تعد جزءًا أساسيًا من طقوس السحور اليمني، حيث يتم تحضيرها في كل بيت يمني داخل مصر.

أما عند حلول وقت الإفطار، فتبدأ الموائد اليمنية في مصر بالامتلاء بالأطباق الشهية التي تشتهر بها المناطق اليمنية المختلفة. من أبرز هذه الأطباق "السمبوسة" التي تحضر بشكل خاص خلال شهر رمضان، إلى جانب "الحساء" الذي يُعتبر من الأطعمة الأساسية في المائدة الرمضانية اليمنية. كما لا تخلو موائد اليمنيين من "الزربيان" أو "الفتة"، التي تعد من الأطباق الرئيسة التي يتم تحضيرها في معظم المنازل.

الروح الاجتماعية والعبادات

يشتهر شهر رمضان بين اليمنيين في مصر ليس فقط بالأطعمة، بل أيضًا بتفعيل الأنشطة الدينية والاجتماعية التي تتجسد في تجمعات عائلية وحلقات ذكر وتلاوة القرآن الكريم. حيث يحرص اليمنيون على قراءة القرآن في المساجد أو في منازلهم، وتنظيم جلسات دينية يعقبها تناول طعام الإفطار الجماعي. ويعد هذا التواجد الاجتماعي أحد أسمى مظاهر رمضان في الجالية اليمنية، حيث يعزز الروابط العائلية والتعاون بين أفراد الجالية.

تجدر الإشارة إلى أن العديد من العائلات اليمنية في مصر تقوم بتحضير و توزيع الصدقات على الأسر المحتاجة خلال شهر رمضان، ما يعكس الروح الطيبة والمساعدة المتبادلة التي تتحلى بها الجالية. حيث يعملون معًا لتوفير الدعم والمساعدة للأسر اليمنية والفقراء والمحتاجين في محيطهم.

التأثير المصري والتكامل الثقافي

رغم تمسك اليمنيين بعاداتهم الرمضانية الأصيلة، إلا أن الحياة في مصر قد أثرت بشكل ما على طقوسهم الرمضانية. حيث أن المطبخ المصري قد دخل بشكل غير مباشر في بعض التقاليد، حيث بدأ بعض اليمنيين في إضافة أطباق مصرية شهيرة إلى مائدتهم الرمضانية مثل "المحشي" و"الكشري". كما يشاركون في الأنشطة الرمضانية التي تقام في المساجد المصرية، مثل موائد الرحمن والأمسيات الدينية.

لكن رغم هذه التأثيرات، يظل لدى اليمنيين في مصر خصوصية معينة تتجسد في الأطعمة والعبادات والطقوس الاجتماعية، مما يعكس حرصهم على التمسك بعاداتهم وتقاليدهم مهما كانت الظروف.

ختامًا

يعد شهر رمضان بالنسبة لليمنيين في مصر مناسبة لتعميق الروابط الاجتماعية والتمسك بالهوية اليمنية، حيث أن الاحتفاظ بالعادات الرمضانية يعتبر بمثابة جسر يربطهم بأرضهم الأم ويقوي شعورهم بالانتماء والخصوصية. ورغم التحديات التي قد يواجهونها في بلاد المهجر، تظل عاداتهم الرمضانية حجر الزاوية في حياتهم اليومية، مؤكدةً على أن الثقافة لا تموت حتى في بلاد الغربة.