الجمعة 21 فبراير 2025 09:48 مـ 23 شعبان 1446 هـ
االمشهد اليمني
Embedded Image
×

شبوة تغرق في الظلام.. أزمة الكهرباء بجردان تثير الغضب وتكشف عجز السلطة المحلية

الخميس 20 فبراير 2025 02:19 صـ 22 شعبان 1446 هـ
انقطاع الكهرباء
انقطاع الكهرباء

تشهد مديرية جردان بمحافظة شبوة حالة غير مسبوقة من الغضب والتذمر الشعبي، نتيجة الانقطاع التام للتيار الكهربائي الذي دخل شهره الثالث دون أي بوادر لحل الأزمة. وقد زادت معاناة السكان مع استمرار تجاهل سلطة المحافظ "عوض بن الوزير" للأوضاع المتردية التي يعيشها الأهالي، حيث تعاني المنطقة من انقطاع كامل للطاقة الكهربائية بسبب أعطال فنية طارئة في المحطة التحويلية الواقعة أسفل المديرية.

الأزمة وأثرها على الحياة اليومية

أفادت مصادر محلية بأن الأعطال الفنية في المحطة التحويلية أدت إلى توقف تزويد المنطقة بالكهرباء بشكل كامل، مما ألقى بظلاله السلبية على مختلف جوانب الحياة اليومية. فالسكان الذين يعتمدون بشكل كبير على التيار الكهربائي لتسيير أمورهم الحياتية أصبحوا عاجزين عن توفير احتياجاتهم الأساسية.

المنازل غرقت في ظلام دامس، والمياه لم تعد تصل إلى المنازل بسبب توقف مضخات المياه التي تعتمد على الكهرباء، كما تضررت الأنشطة الاقتصادية والتجارية بشكل كبير، حيث توقفت العديد من المحلات التجارية والصناعات الصغيرة عن العمل. بالإضافة إلى ذلك، زادت معاناة الأطفال وكبار السن مع ارتفاع درجات الحرارة وغياب التبريد اللازم في ظل الأجواء الحارة التي تشهدها المنطقة.

استياء شعبي واتهامات بالتقاعس

عبر المواطنون عن استيائهم الكبير من استمرار الأزمة دون أي تحرك فعال من قبل الجهات المعنية، مشيرين إلى أن هذا التقاعس يعكس إهمالاً واضحاً من قبل السلطة المحلية في التعامل مع قضايا المواطنين. وأكد الأهالي أنهم قد ناشدوا مرارًا وتكرارًا السلطات المحلية لإصلاح الأعطال وإعادة التيار الكهربائي، لكن دون جدوى.

وفي تصريحات لعدد من السكان، أكدوا أنهم يشعرون بالإحباط والإهمال، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، حيث يواجهون تحديات يومية متزايدة بسبب غياب هذه الخدمة الأساسية. وقال أحد المواطنين: "نحن نعيش في ظلام دامس منذ أكثر من شهرين، ولا يوجد أي حلول حقيقية لهذه المشكلة. نطالب بتدخل عاجل لإنقاذنا من هذه الكارثة".

مطالب السكان وتحذيرات من تفاقم الأوضاع

طالب سكان مديرية جردان الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإصلاح الأعطال وإعادة تشغيل التيار الكهربائي، محذرين من تفاقم الأوضاع في حال استمرار الأزمة دون حلول سريعة. وأشاروا إلى أن استمرار الانقطاع قد يؤدي إلى زيادة التوترات الاجتماعية وتصاعد الاحتجاجات الشعبية.

كما دعا ناشطون محليون إلى اتخاذ إجراءات جادة لضمان عدم تكرار مثل هذه الانقطاعات في المستقبل، مؤكدين على ضرورة توفير الخدمات الأساسية للمواطنين كحق من حقوقهم الإنسانية. وطالب الناشطون بمحاسبة المسؤولين عن الإهمال والتقصير في إدارة ملف الكهرباء، معتبرين أن ما يحدث هو انعكاس مباشر للفساد الإداري وضعف التخطيط.

غياب دور السلطة المحلية

يأتي هذا الاستياء في ظل غياب أي تحرك فعّال من قبل السلطة المحلية في محافظة شبوة، مما زاد من حالة الإحباط بين السكان. فقد أبدى المواطنون استغرابهم من صمت المسؤولين أمام معاناة الناس، متسائلين عن أسباب تقاعس الحكومة المحلية عن تقديم الحلول اللازمة للأزمة.

ويرى مراقبون أن استمرار الأزمة دون حلول يعكس غياب الرؤية الاستراتيجية لدى السلطة المحلية في التعامل مع القضايا الخدمية، مؤكدين أن هذا الأمر ينذر بتداعيات خطيرة على مستوى الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة.

نداء عاجل للتغيير

في الوقت الذي يزداد فيه الضغط الشعبي على السلطات المحلية، يبقى السؤال مطروحًا: إلى متى ستستمر معاناة أهالي جردان؟ وهل ستتحرك السلطة المحلية لمعالجة الأزمة قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة؟

من جانبهم، أكد السكان أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام استمرار الإهمال، مهددين بالخروج في احتجاجات واسعة إذا لم يتم اتخاذ خطوات عملية لحل الأزمة. وفي الوقت ذاته، دعوا المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى تسليط الضوء على معاناتهم، ومساعدتهم في الضغط على السلطات لتحمل مسؤولياتها.