حلف قبائل حضرموت ينقذ ” عيدروس الزبيدي ” من مصير كارثي

تعرض رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي " عيدروس الزبيدي" خلال الأسبوع المنصرم لهجوم كاسح وحملة شرسة قادها وزراء سابقون وشخصيات سياسية رفيعة، وجميعهم من أبناء الجنوب، كما شارك الكثير من الناشطين ومشاهير مواقع التواصل الإجتماعي في تلك الحملة الشعواء، والتي تكللت بخروج مظاهرات عارمة تطالب برحيل المجلس الانتقالي وكل قياداته، طالما وقد فشلوا فشلا ذريعا في تحقيق أدنى متطلبات الحياة الكريمة، لإيجاد الحل المناسب وإخراج أبناء الجنوب من معاناتهم ومعيشتهم المزرية التي تزداد كل يوم سوء، حتى وصلت إلى مرحلة لا تطاق بعد انقطاع التيار الكهربائي الذي جعل أبناء العاصمة المؤقتة عدن يعيشون في ظلام دامس، لينفجر الوضع في وجه المجلس الانتقالي وكافة قياداته ويضعهم في موقف كارثي لا يحسدون عليه، وربما يؤدي إلى نهاية مؤلمة وقاسية تنهي الحياة السياسية للزبيدي ورفاقه وتخرجهم من المشهد السياسي بشكل نهائي بعد عجزهم عن السيطرة على المحافظات الجنوبية وخاصة العاصمة المؤقتة " عدن ".
أبناء محافظة حضرموت الشرفاء والشجعان كان لهم رأي اخر، فهم لا يقبلون ان تستمر معاناة إخوانهم في مدينة عدن الباسلة، ويرفضون تركهم يعيشون في ظلام دامس، لذلك كان قرارهم الشجاع بمد يد العون والمساعدة لأبناء العاصمة المؤقت، فكان القرار الإنساني الشجاع الذي سينير الكهرباء، كما ان القرار يعد طوق نجاة سينقذ الزبيدي وقيادات المجلس الانتقالي من هذه الورطة، ويخرجهم من النفق المظلم الذي جعل أبناء الجنوب ينفجرون في وجوههم بسبب عجزهم وعدم قدرتهم على اتخاذ أي خطوة تحقق مطالب أبناء عدن في توفير التيار الكهربائي لإنارة منازلهم خاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك.
فقد أعلن حلف قبائل حضرموت ، في بلاغ رسمي عن قراره بعدم عرقلة تصدير النفط الخام إلى عدن ابتداءً من يوم السبت المقبل 22 فبراير 2025، بعد ان كان الحلف قد فرض سابقًا حظرًا على تصدير النفط الخام إلى عدن، احتجاجًا على عدم تنفيذ بعض المطالب التي يسعى إلى تحقيقها، وهو قرار شجاع وموقف إنساني نبيل يحسب لكل أبناء محافظة حضرموت.
لكن على رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي " عيدروس الزبيدي" وكل قيادات المجلس أن يدركوا بأن ما حدث هو جرس إنذار شديد اللهجة من قبل الغالبية الساحقة من أبناء الجنوب، الذين لم يعد بإمكانهم تحمل المزيد من المعاناة، وهناك حكمة شعبية تقول " ما كل مرة تسلم الجرة" فعودة الكهرباء سيطفيء الغليان والغضب لفترة وجيزة، لكن عودة الكهرباء لن توفر لقمة العيش ولا اشباع البطون الجائعة ولا فتح المدارس التي يتعلم فيها الصغار والكبار، أو المستشفيات التي يتعالج فيها الجميع، وهذه كلها براكين تغلي في نفوس الجميع، وما لم يتم معالجتها وإيجاد الجلول لها، فستتحول إلى بركان سينفجر في أي وقت، ولن يسلم منه الإنتقالي وغير الانتقالي، فكل أبناء الجنوب لم يعد يشغل بالهم من سيحكمهم، بل سيدينون بالولاء والطاعة لكل من يقف إلى جانبهم ويتلمس مطالبهم ويساندهم ويخرجهم من الجحيم الذي يعيشون فيه منذ عشر سنوات عجاف، لذلك على "الزبيدي" وقادة الانتقالي بذل أقصى جهودهم لتحقيق مطالب الجنوبيين، ولو بالحد الأدنى، وإلا فإن الثمن سيكون باهظا، وسيندم الجميع حين لا ينفع الندم، فسيخرج أبناء الجنوب كالسيل الجارف والبركان المنفجر، ليكتسح كل من يقف في طريقهم، لأن إرادة الشعوب لا تقهر.