ترامب يعاقب الحوثيين وتركيا تهدد بسحق الجيش الأمريكي إذا دخل غزة
![الكاتب خالد الذبحاني](https://media.almashhad-alyemeni.com/img/25/02/12/304083.webp)
يبدوا أن المجنون ترامب الذي ظهر خلال حملته الانتخابية كحمامة سلام ووعد بأنه سيطفئ الحرائق ويوقف الحروب، هو نفسه الذي سيشعل حرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر، فهذا الرجل يندفع كالثور الهائج، لكنه سرعان ما يتراجع ويثوب إلى رشده اذا وجد أمامه سدا منيعا وجدار صلب، لأنه يعلم إن الجدار القوي سيهشم رأسه، ويمنعه من تحقيق رغباته، والشيء الوحيد الذي نجح فيه هذا المعتوه هو معاقبة ميليشيات الحوثي حيث صنفهاجماعة إرهابية ووضعهم في قائمة الجماعات الإرهابية، لكنه فشل فشلا ذريعا وعجز عن رفع الحظر البحري الذي فرضته الميليشيات الحوثية وعرقلت حركة التجارة العالمية في مضيق باب المندب.
ترامب هدد وتوعد وارغى وازبد، لكنه ليس بتلك الشخصية القوية التي يحاول الظهور بها، فتهديداته كلها فارغة، ولم يجرؤ أن يهدد كوريا الشمالية مثلا، على العكس تماما فقد وصف زعيمها كيم بأنه رجل ذكي وجميل، فترامب يدرك كيف سيكون الرد لو قام بتهديد كوريا الشمالية، فزعيم هذه الدولة لا يشعر بذرة من الخوف تجاه ترامب أو أي قائد امريكي، بل انه توعد بضرب أمريكا بالسلاح النووي، ولأن ترامب يدرك ان تلك التهديدات يمكن ان تتحول إلى واقع، فهو يتحاشى ذكر هذه الدولة التي أدخلت الرعب في القيادة والشعب الأمريكي.
ولأن تركيا تعلم جيدا كل هذه الحقائق، وتدرك ان أمريكا وقيادتها وعلى رأسهم "ترامب" لا يفهمون إلا لغة القوة، فقد هددت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكل القيادات في البيت الأبيض والبنتاجون، بحرب طاحنة وسحق الجيش الأمريكي إذا نفذ ترامب تهديده بدخول قطاع غزة.
واعتبرت تركيا إن قطاع عزة هي منطقة حكم ذاتي تابعة للحكومة التركية منذ أيام الدولة العثمانية، وأن الفلسطينيين تابعين للامبراطورية العثمانية، وبالتالي فإن الدفاع عن الفلسطينيين وحمايتهم من أي اعتداء هو واجب على تركيا ينبغي ان تقوم به مهما كان الثمن.
وظهر "عبد الحميد كايهان عثمان أوغلو" وهو حفيد السلطان العثماني عبد الحميد، في مقطع فيديو وهو يرد على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيطرة على غزة، قائلا "يقول ترامب بأنه سيقوم بشراء غزة، ممن ستقوم بشرائها؟ غزة التي تتحدث عنها هي ملك خاص لجدي السلطان عبد الحميد".
من جانبه أثار رئيس حزب المستقبل المعارض "أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء ووزير الخارجية التركي الأسبق، جدلا واسعا خلال كلمة ألقاها اليوم الأربعاء في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب "طريق جديد" حيث أكد أوغلو في تصريحات جريئة ومثيرة للجدل على ضرورة إعادة ربط قطاع غزة بالجمهورية التركية كمنطقة تتمتع بالحكم الذاتي، وشدد على أن الجمهورية التركية تمثل الامتداد الشرعي للدولة العثمانية، معتبرا أن سكان غزة هم "رفاق ومواطنون طبيعيون" بتاريخهم المشترك مع تركيا، وطالب شعب غزة بإجراء استفتاء شعبي عام ليكونوا مرتبطين بالجمهورية التركية كمنطقة تتمتع بالحكم الذاتي، حتى يتم إنشاء دولة فلسطين".
وبنبرة حادة لا تقبل المزاح، وتلويح بالحرب، وجه أوغلوا تهديد مباشر للرئيس الأمريكي ترامب بأن تركيا لن تسكت أبدا، وقال "أقول لترامب: لقد أحضرتم الإسرائيليين إلى فلسطين قبل 100 عام، خذوا هؤلاء الصهاينة الثمينين مرة أخرى، خذوهم إلى أراضيكم في الولايات المتحدة الأمريكية".
وانتقد أوغلو تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول شراء أو امتلاك غزة، مشيرا إلى أن ترامب لا يريد القطاع بمساحته الإجمالية البالغة 309 كيلومترات مربعة، بل يستهدف "فتحة البحر" بين قبرص ومصر، حيث توجد حقول غاز طبيعي، مؤكدا أن هذه الحقول هي حق مشروع لفلسطينيين، محذرا من خطط أمريكية وإسرائيلية تستهدف الاستيلاء عليها.
وقال "إسرائيل غير شرعية بالفعل، ولم تمنح الجنسية لأهل غزة الذين كانوا رعايا عثمانيين، إنهم يعتقدون أنه إذا استولت أمريكا على غزة، فإننا لن نحمي أهلها الذين قاتل من أجلهم أجدادنا".
وفي إطار الدفاع عن الإرث العثماني، أكد داود أوغلو أن الدولة العثمانية كانت آخر دولة شرعية حكمت غزة قبل الانتداب البريطاني، مشددا على أن الفلسطينيين ما زالوا يحملون الهوية العثمانية في وجدانهم وتاريخهم، وأشار إلى أن تركيا، باعتبارها الوريث الشرعي للدولة العثمانية، يجب أن تلعب دورا محوريا في حماية حقوق الفلسطينيين واستعادة سيادتهم.