مقهى أردني يثير الجدل بإعلان غريب: ”البس حرامًا وخذ مشروبًا مجانيًا”
أثار أحد المقاهي الشهيرة في الأردن جدلاً واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي بعد إطلاقه إعلانًا تسويقيًا غير تقليدي تحت شعار "البس حرامًا وخذ مشروبًا مجانيًا". وجاء الإعلان كجزء من حملة ترويجية تهدف إلى جذب الزبائن من خلال منح مشروب مجاني لأي شخص يرتدي "حرامًا" (اللباس التقليدي الأردني) أثناء زيارته للمقهى.
ووفقًا للإعلان، الذي تم نشره عبر صفحات المقهى الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الفكرة تهدف إلى تشجيع الزبائن على ارتداء الملابس التقليدية الأردنية، وتعزيز الهوية الوطنية، مع تقديم مكافأة رمزية تتمثل في مشروب مجاني. إلا أن هذه الخطوة لم تلقَ ترحيبًا من الجميع، حيث تباينت ردود الفعل بين مؤيد ومعارض.
ردود فعل متباينة: بين الإشادة والانتقاد
فيما رأى بعض المتابعين أن الحملة التسويقية "مبتكرة" و"خارج الصندوق"، وأشادوا بالفكرة التي تعزز التراث المحلي وتسلط الضوء على الثقافة الأردنية، انتقد آخرون الإعلان واعتبروه "غير لائق" و"مستهجنًا". واعتبر البعض أن استخدام مصطلح "حرامًا" في الإعلان قد يكون غير مناسب، خاصة في سياق تسويقي، مما أثار تساؤلات حول مدى ملاءمة الفكرة للقيم الاجتماعية السائدة.
وكتب أحد المعلقين على منشور المقهى: "فكرة رائعة لتشجيع التراث، لكن كان من الأفضل اختيار عبارة أكثر احترامًا". بينما علق آخر قائلاً: "الإعلان غير لائق ويقلل من قيمة التراث الأردني".
من جهة أخرى، دافع بعض المؤيدين عن المقهى، مؤكدين أن الحملة تهدف إلى الترويج للثقافة الأردنية بشكل مرح ومبتكر. وقال أحد الزبائن: "الفكرة ممتعة وتذكرنا بتراثنا، ولا أرى فيها أي إساءة".
إدارة المقهى توضح
في ظل الجدل المثار، أصدرت إدارة المقهى بيانًا توضيحيًا أكدت فيه أن الحملة تهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية والترويج للثقافة الأردنية بشكل إيجابي، معربة عن أسفها إذا كان الإعلان قد أثار أي إزعاج أو سوء فهم. وأضافت الإدارة أن الحملة جاءت بدافع الفخر بالتراث الأردني، وليس بهدف الإساءة أو الاستهزاء.
تفاعل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي
تصدر الإعلان قائمة المواضيع الأكثر تداولاً على منصات التواصل الاجتماعي في الأردن، حيث تفاعل الآلاف من المستخدمين مع الحملة، سواء بدعمها أو بانتقادها. كما أثار الإعلان نقاشًا حول كيفية تسويق الأفكار المرتبطة بالتراث والثقافة بشكل لائق وفعّال.
يبقى الجدل حول الحملة التسويقية للمقهى الأردني مثالًا على كيفية تأثير الإعلانات المبتكرة في إثارة النقاشات المجتمعية، سواء كانت إيجابية أو سلبية. وفي الوقت الذي تسعى فيه المؤسسات التجارية إلى التفرد والإبداع في حملاتها التسويقية، يظل من المهم مراعاة القيم الاجتماعية والثقافية لضمان تحقيق الأهداف المرجوة دون إثارة الجدل.