هل لعب الإرهابي المرتضى دورًا في اغتيال ضياء الحق الأهدل؟
![عبدالخالق عمران](https://media.almashhad-alyemeni.com/img/25/02/11/303935.webp)
خلال فترة اختطافي الذي استمرت لثمان سنوات في سجون ميليشيا الحوثي الإرهابية شاهدت مقابلة للارهابي عبدالقادر المرتضى، رئيس ما يُسمى "لجنة الأسرى الحوثية" المشرف العام على السجون الحوثية ومسؤول سجن معسكر الأمن المركزي بصنعاء. تم بث هذه المقابلة عبر شاشات وإذاعة سجن المرتضى الداخلية في أسلوب ممنهج للتعذيب النفسي بحق المختطفين والأسرى.
لاحقًا وبعد تحريري من السجن، بحثت عن هذه المقابلة ووجدت رابطًا لها منشورًا على إحدى الصفحات الحوثية في مواقع التواصل الاجتماعي، لكنني لم أتمكن من العثور عليها في قناة الهوية على يوتيوب، مما يثير تساؤلات حول أسباب حذفها أو إخفائها.
جاءت هذه المقابلة بعد صفقة تبادل الأسرى والمختطفين بين الميليشيات والسلطة المحلية بمحافظة تعز، والتي أُطلق خلالها عدد من القيادات الحوثية من أسرة الجنيد، وهي أسرة ضالعة، إلى جانب أسرة المرتضى، في تعذيب المختطفين والأسرى في سجون الحوثيين. حيث يُعد أبو أسامة الجنيد مساعدًا لعبدالقادر المرتضى، وتجمعهما علاقة صهارة وتجارة ، إضافة إلى عمل أكثر من عشرين شخصًا من آل الجنيد في سجن المرتضى وتطورهم بشكل مباشر في التعذيب والإبتزاز.
في هذه المقابلة، كشف المرتضى عن بعض ملامح شخصيته، وتطرق إلى مواضيع حساسة، من بينها قضية السياسي البارز الاستاذ محمد قحطان، حيث رفض الإفصاح عن مصيره، وابدى عدم ايمانه بمبدأ "الكل مقابل الكل" الذي تم الاتفاق عليه في مفاوضات السويد. لكن الملف الأكثر خطورة الذي أثير خلالها كان جريمة اغتيال السياسي والناشط ورئيس ملف التفاوض عن الأسرى والمختطفين في تعز، الأستاذ ضياء الحق الأهدل.
قال المجرم المرتضى في المقابلة إن "الصفقة كانت أحد الأسباب التي أدت إلى اغتيال ضياء الحق"، كان واضحاً ان المرتضى يمتلك معلومات حول الجريمة وهو ما بدا جليًا من سياق حديثه. هذا التصريح يثير شكوكًا جدية حول تورطه أو على الأقل معرفته بتفاصيل عملية الاغتيال، خاصة في ظل التحريض المتكرر الذي مارسه مسؤولو سجن المرتضى ضد ضياء الحق، حيث كانوا يصرحون بأنه "يستحق القتل" بسبب رفضه الإفراج عن أسرى الحوثيين وفق مبدأ "واحد مقابل واحد" في صفقة تعز.
شملت المقابلة أيضًا حديثًا عن سفريات المرتضى وبدل السفر الأممي، إضافة إلى الصفقات المحلية والدولية الخاصة بملف الأسرى، مع تساؤلات حول ما إذا كان المال أهم لديه من الإفراج عن الأسرى. كما تطرقت إلى طريقة إدارة لجنته للمفاوضات، حيث أشارت المقابلة إلى أن نائبه، مراد قاسم حنين (أبو حسين)، يتعمّد إهانة الوسطاء المحليين، فيما عمد المرتضى إلى مصادرة حقوقهم المالية والضغط عليهم، مما دفع بعضهم إلى البوح بتفاصيل الفساد الذي تمارسه اللجنة.
جاءت هذه المقابلة كما كل مقابلاته السابقة واللاحقة من أجل التغطية على جرائمه إلا أنها هذه المرة لها خصوصية حيث كانت كرد بناءً على طلب المرتضى نفسه على مقابلة سابقة أجرتها القناة مع أحد الوسطاء المحليين، الذي فضح ممارسات المرتضى خاصة فيما يتعلق بنهبه مستحقات الوسطاء وعدم التزامه بالاتفاقات معهم.
لم تخلُ المقابلة أيضًا من محاولات تلميع صورة المرتضى، لكنها في الوقت ذاته كشفت عن جوانب غامضة في سيرته الذاتية، التي رفض الإفصاح عن تفاصيلها. كما أثارت تساؤلات حول كيفية توليه هذا الملف الحساس، رغم حداثة سنه، بينما تتعامل الشرعية مع ملف الأسرى عبر شخصيات لها خبرة سياسية وتفاوضية. إضافة إلى ذلك، هاجم المرتضى رئيس مؤسسة الأسرى والمحتجزين رئيس وفد الشرعية الاستاذ هادي هيج، واصفًا إياه بـ"المتحجر"، بسبب رفضه الاستجابة لتواصلات الحوثيين معه عبر قنوات غير رسمية.
مثل هذه المقابلات تشكل أدلة دامغة على جرائم المرتضى ونهجه الإجرامي. ومن يمتلك تسجيلًا لهذه المقابلة أو غيرها من الوثائق المصورة التي تدين هذا المجرم، والذي يحرض فيها على قتل اليمنيين أثناء زيارته لجبهات القتال ، فعليه تقديمها للقضاء الوطني وللمحامين وسيأتي اليوم الذي يخضع فيه عبدالقادر المرتضى وعصابته للمحاكمة على كل الجرائم التي ارتكبوها بحق المختطفين والصحفيين والأسرى واليمنيين كافة.
إن التخادم بين التنظيمات الإرهابية الحوثي والقاعدة وداعش، الذي كشفت عنه تقارير محلية ودولية، يعزز من فرضية تورط المرتضى والحوثيين في اغتيال ضياء الحق الأهدل. وهذا ما يستدعي من الجهات الرسمية فتح تحقيق جاد في الجريمة وكشف تفاصيلها لضمان تحقيق العدالة ومحاسبة كل من تورط فيها، سواء بالتخطيط أو التنفيذ أو التستر.