شراكة استراتيجية بين ”آلات” و”لينوفو” في الرياض تحت شعار ”صنع في السعودية”

في خطوة نوعية نحو تعزيز التصنيع المحلي وتوطين التكنولوجيا، أعلنت شركة "آلات"، التي تتبع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، عن بدء تعاونها مع شركة "لينوفو" العالمية لإنشاء مصنع جديد في العاصمة الرياض، حيث سيُنتج المصنع حواسيب محمولة وشخصية وخوادم تحت شعار "صنع في السعودية". هذه الشراكة تعتبر خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز الصناعة التقنية في المملكة وتحقيق أهداف رؤية 2030 في ما يخص التنوع الاقتصادي ودعم الصناعة المحلية.
أهمية المشروع الاقتصادي والوظيفي
من المتوقع أن يساهم هذا المصنع بشكل كبير في تطوير الاقتصاد السعودي، حيث سيوفر نحو 15,000 وظيفة مباشرة وأكثر من 45,000 وظيفة غير مباشرة، مما سيسهم في نمو القطاعات الاقتصادية غير النفطية. وبحسب بيان صادر عن "آلات"، فإن المصنع سيُضاف إلى الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بقيمة إجمالية تقدر بحوالي 10 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2030. وهذا يُعد دليلاً على التزام المملكة بتطوير البنية التحتية الصناعية الحديثة وتعزيز الاستثمارات المحلية والأجنبية.
الموقع الاستراتيجي والتقنيات المتطورة
سيتم بناء المصنع على مساحة كبيرة تصل إلى 200,000 متر مربع في "الرياض المتكاملة"، وهي المنطقة اللوجستية الخاصة التي تسهل عمليات النقل والإمداد. يتمتع المشروع بموقع مميز على بعد 15 دقيقة فقط من مطار الملك خالد الدولي، ما يسهل عمليات الشحن والتوزيع على المستوى المحلي والدولي. يهدف المصنع إلى استخدام تقنيات التصنيع الحديثة وفقًا لأعلى معايير الاستدامة البيئية.
اتفاقية استثمارية ضخمة
تأتي هذه الخطوة بعد إتمام صفقة استثمارية ضخمة بين "آلات" و"لينوفو" في يناير 2025، تم خلالها استثمار 2 مليار دولار أمريكي في مصنع الرياض، إلى جانب سلسلة من الاتفاقيات الاستراتيجية التي تدعم التعاون بين الشركتين في مجالات متعددة من التكنولوجيا والابتكار الصناعي. هذه الصفقة تعد علامة فارقة في توسع شبكة التصنيع العالمية لشركة "لينوفو"، التي تمتلك مصانع متعددة حول العالم، من بينها الصين، الهند، البرازيل، وغيرها.
خطط مستقبلية لدعم السوق الإقليمي
بالإضافة إلى المصنع، أعلنت "لينوفو" عن خططها لإنشاء مقر إقليمي لها في الرياض ليكون بمثابة مركز لخدمة عملائها في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. سيشمل هذا المقر أيضاً توسيع استثمارات "لينوفو" في مجالات البحث والتطوير والمبيعات، مما يعزز مكانة الرياض كمركز رئيسي للتكنولوجيا والابتكار في المنطقة.
الاستثمار في قطاع التكنولوجيا السعودي
هذه الشراكة تمثل جزءاً من خطة أكبر من "آلات" لتعزيز قطاع التكنولوجيا في المملكة بحلول عام 2030، وهي تركز على ابتكار الصناعات الحديثة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، الأجهزة الذكية، وأشباه الموصلات. من خلال هذه المبادرة، تؤكد السعودية مكانتها كمركز إقليمي في مجال التكنولوجيا والصناعة، مستفيدة من بيئة استثمارية مشجعة وداعمة لأهداف رؤية 2030.