ميزانية عسكرية قياسية.. السعودية ضمن الخمسة الكبار عالميًا في الإنفاق الدفاعي
![السعودية تعزز إنفاقها الدفاعي](https://media.almashhad-alyemeni.com/img/25/02/09/303737.webp)
في خطوة تعكس التزامها بتعزيز قدراتها الدفاعية، أعلنت المملكة العربية السعودية عن زيادة ميزانيتها العسكرية لعام 2025، لتصل إلى 78 مليار دولار، ما يجعلها خامس أكبر دولة إنفاقًا على الدفاع عالميًا. هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز قوة الجيش السعودي، وتوطين الصناعات العسكرية، وتقليل الاعتماد على الواردات الدفاعية، تماشيًا مع مستهدفات رؤية 2030.
وتعكس هذه الزيادة نهجًا سعوديًا مستمرًا في تحديث منظومتها الدفاعية، مدفوعًا بالتحديات الإقليمية والدولية، ما يجعلها قوة رئيسية في الأمن الإقليمي.
السعودية ترفع ميزانيتها الدفاعية إلى 78 مليار دولار
أعلنت الحكومة السعودية عن زيادة ميزانيتها العسكرية إلى 78 مليار دولار خلال عام 2025، مقارنة بـ 75.8 مليار دولار في 2024، وهو ما يشكل 21% من إجمالي إنفاق المملكة و7.1% من الناتج المحلي الإجمالي.
وبحسب أحمد العوهلي، محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية، فإن المملكة شهدت نموًا مستمرًا في الإنفاق الدفاعي، بمعدل زيادة سنوية بلغ 4.5% منذ عام 1960. هذه الاستثمارات تعكس التزام السعودية بتعزيز جاهزية قواتها المسلحة، ودعم الصناعات الدفاعية الوطنية لتحقيق الاكتفاء الذاتي مستقبلاً.
أبرز الصفقات العسكرية السعودية في 2024 و2025
لتعزيز قدرتها القتالية، وقعت السعودية صفقات دفاعية ضخمة شملت أنظمة دفاع جوي، مقاتلات متطورة، وسفن حربية. أبرز هذه الصفقات تشمل:
شراء نظام الدفاع الجوي الكوري الجنوبي Cheongung II بقيمة 3.2 مليار دولار، ليعمل جنبًا إلى جنب مع أنظمة Patriot وTHAAD.
صفقة صواريخ AIM-9X Block II Sidewinder، تشمل 220 صاروخًا بقيمة 252 مليون دولار لدعم قدرات سلاح الجو الملكي السعودي.
بناء ثلاث فرقاطات AVANTE 2200 بالتعاون مع Navantia الإسبانية، مع موعد تسليم بحلول 2028 لدعم البحرية السعودية.
طلب شراء 54 مقاتلة Rafale F4 الفرنسية بعد تعثر صفقة Eurofighter Typhoon بسبب الفيتو الألماني.
رؤية 2030: توطين الصناعات الدفاعية وتعزيز الاستثمار
ضمن خطتها للوصول إلى توطين 50% من الإنفاق الدفاعي بحلول 2030، تمكنت السعودية من رفع نسبة التوطين إلى 19.35% بنهاية 2023، مقارنة بـ 4% فقط في 2018.
أبرز المبادرات الداعمة للصناعات العسكرية المحلية تشمل:
إطلاق منصة "استثمر في السعودية" في أكتوبر 2023، لجذب الشركات الأجنبية للاستثمار في قطاع الدفاع.
توفير 74 فرصة استثمارية في سلاسل التوريد الدفاعية، من بينها 30 مشروعًا استراتيجيًا تمثل 80% من الإنفاق الدفاعي المستقبلي.
تعزيز الشراكات الدولية لنقل التكنولوجيا وتطوير الأنظمة الدفاعية محليًا، ما يسهم في بناء قاعدة صناعية عسكرية متقدمة.
السعودية بين أكبر 5 دول إنفاقًا على الدفاع عالميًا
وفقًا للتقارير الدفاعية الدولية، تحتل السعودية المرتبة الخامسة عالميًا في حجم الإنفاق العسكري لعام 2024، متقدمة على دول أوروبية وآسيوية كبرى مثل المملكة المتحدة، ألمانيا، وفرنسا.
ترتيب أكبر 10 دول إنفاقًا على الدفاع في 2024
1. الولايات المتحدة – 832 مليار دولار
2. الصين – 293 مليار دولار
3. روسيا – 112 مليار دولار
4. الهند – 81 مليار دولار
5. السعودية – 78 مليار دولار
6. المملكة المتحدة – 71 مليار دولار
7. ألمانيا – 66 مليار دولار
8. فرنسا – 64 مليار دولار
9. اليابان – 52 مليار دولار
10. كوريا الجنوبية – 50 مليار دولار
وتُظهر هذه الأرقام أن السعودية تتجاوز في إنفاقها الدفاعي العديد من القوى العسكرية التقليدية، مما يعكس التزامها بتطوير منظومتها الدفاعية في ظل التهديدات الجيوسياسية المتزايدة.
مستقبل الإنفاق الدفاعي السعودي.. نحو قوة إقليمية وعالمية
في ظل التصعيد المستمر في المنطقة، تواصل السعودية ضخ الاستثمارات في قطاع الدفاع، مع التركيز على:
تعزيز التصنيع العسكري المحلي وتقليل الاعتماد على الأسلحة المستوردة.
تطوير أنظمة دفاع متقدمة لحماية أراضيها وضمان تفوقها العسكري.
توسيع الشراكات العسكرية الدولية لنقل المعرفة والاستفادة من أحدث التقنيات الدفاعية.
وبهذه الخطوات، تضع السعودية أسسًا قوية لتصبح قوة عسكرية مستقلة، مما يعزز دورها في الأمن الإقليمي والدفاع العالمي.